بداية رحم الله «شهداء» حادثة انهيار عمارة اللويبدة..
هي كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي قد فاجأتنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى لكنها كشفت تأهب كوادرنا في الدفاع المدني والامن العام بكل حرفية لمثل هذه الحوادث.
عمارة اللويبدة عمارة قديمة أهمل أصحابها صيانتها على مر السنين، وربما دفعتهم الرغبة في الاستزادة بالدخل إلى إهمال الصيانة وعوضاً عنها قرروا منفردين كما تدل المؤشرات اجراء توسعة دون الأخذ بالاعتبار قدرة العمارة على الصمود.
بانتظار التحقيقات كي نقف على أسباب انهيار العمارة، وقبل أن يقول القضاء كلمته لا مكان للاجتهاد، وكيل التهم وتحميل المسؤوليات هنا وهناك جزافاً.
لكنها العادة التي تكشف كم هو مجتمعنا في بعض اصواته متأهب ينتظر الكوارث والاخطاء لينهال بالنقد والاتهام وإلقاء اللوم شمالاً ويميناً ضد كل من له علاقة ومن ليس له علاقة.
بسرعة دوت المطالبات بإقالة أمين عمان وبسرعة لاحقت أصوات الميديا الوزراء والمسؤولين ولم تستثن أحداً.
إذا كان صاحب العمارة مارس اعمال التوسعة والهدم ومن دون ترخيص كما يبدو، وإذا كان أي من السكان أو المجاورين تقدم ام لم يتقدم بشكوى، وإذا كانت أعين الرقابة غفلت لسبب أو لآخر عن مثل هذه الممارسة فلكل حسابه ومسؤوليته.
شكل انهيار عمارة اللويبدة منصة لأصوات للهجوم بكل صنوف الأسلحة حتى أنها فتحت الباب أمام تكهنات قرب رحيل الحكومة باعتبار أن «اناءها» قد فاض وكانت تفسيرات مسبقة حاضرة نالت من إصابة الرئيس الخصاونة بكورونا وعددت لها ما استطاعت من اسباب.
حتى عودة الملك وهو ما دأب دائما على فعله كلما كان هناك حدث وصادف انه كان في مهمة خارجية لم تسلم من التفسيرات والاجتهادات والغرض ليس إلا لفت الأنظار وتشتيت الانتباه والاتهام بالتقصير.
حادثة أليمة وقعت وعلينا أن نستفيد من دروسها وأهمها جاهزيتنا فالكوارث تقع وقد وقعت وستقع لا مانع لها إلا لطف الله بنا.
فجأة اكتشف البعض أن منشآت قديمة ومتهالكة منها مبان حكومية، وأخرى منشآت سكنية قديمة شيد بعضها قبل نصف قرن.
وفجأة تبدى حجم القلق لتراجع الثقة بسلامة المساكن، وفجأة كان هناك سؤال ماذا لو اهتزت عمان؟ وفجأة كشفت نقابة المهندسين أنها حذرت مراراً من انهيار الأبنية القديمة.
وفجأة ربع الابنية في عموم المملكة مرشحة للانهيار! إذا كان المقاولون مسؤولين عن البناء، وإذا كان المهندسون مسؤولين عن كفاءة المباني.. فمن يتعين عليه أن يمنحنا بناء يدوم ١٠٠ و٢٠٠ سنة.. أم أن المباني التي نزورها في أوروبا وفي عواصم عربية تعود للقرن الثامن عشر، وربما السادس عشر وهي قائمة ومتينة وقوية مختلفة أم أن مهندسيها ومعمارييها مختلفون!.
(الراي)