الكتابات كثيرة ، بمضمونها وكتّابها وأهدافها ، فالجميع يكتب ويعلّق ويترك التّفاصيل ، المحليّة والعالميّة ويغّطي بذلك المعلومات ، ما يشدّ الانتباه، أن تمرُ خلال تصفّحك المواقع الإخباريّة ، وتقرأ تاريخاً ليس بالسهل ، على شكل مقالة شخصيّة لكنّ تفاصيلها تستحق الوقوف والتّمعن ، فيها ارتحال بين الماضي والحاضر ، والبساطة والتّقدم ، ورحيل بين الأزمان ، وزيارة الذّاكرة بما تحمله من قيمة للماضي والأحداث والمعارف من الأصدقاء ، مفارقة أحباب ، انتقال في المسكن والتّعليم ، وصدف على مقاعد الدّراسة مع أسامة بن لادن وغيره الكثير ، ما تحمله المقالة يستحق أن ينشر أمام الملأ والعالم أجمع .
في رد " الباشا" سمير أحمد الصّالح الحياري وهو لا يحب وصفه بالباشا كما يقول ، ويعتبرها " تقليديّة " ، على مجلة اللويبدة مع الإعلامي باسم سكجها ، الذي نشكره على هذه الإضافة القيّمة ، لأنه يعرف الكِبار جيّداً ، وبمقالته أجاب على كثير من التّساؤلات !
فأنا أيضاً ممن يعتبرون القامة " الحياري " من الشّخصيات الغامضة ، وأرى بصمته الكثير ، عكس ما تتركه تغريداته وكتاباته من وضوح ، فيعالج بتقدير سبع كلمات فقط ، ما يفكّر فيه مئات الصّحافيين ، في الأردن والخارج ، فتجد الكثير يحمل الفكرة الواحدة تجاه قضيّة ما ، وتجد الحياري يخبرهم عن الحل وكيف لهم أن يتعاملوا معها ، يمزج بين شخصيّة القائد والمعلّم الكبير صاحب الفكرة المتوقدّة ، فمن رفع لافتات ضد تل ابيب في أميركا بعمر الثامنة عشر ، ما زال يحافظ على فكرته والمبدأ الواحد ، تجاه وطنه والملف العربيّ بأكمله .
جاءت الإجابات وحملت بداخلها الغرابة ، الحياري يدرس الإعلام ، وإبن لادن يدرس الإقتصاد ، بنفس الشعبة ، وبصداقة طيبة المعشر ، ولكن التّفاصيل أكبر ، نقول الأيام دول ، وكل شيء يتغيّر ، إبن لادن من صديق هادئ ، إلى أكبر مطلوبٍ مصنّف " كإرهابي" من قبل الغرب وأميركا .
الحياري من حلم دراسة الصّحافة ، مروراً بالعديد من المناصب ، من رئيس هيئة التّحرير في صحيفة الرّأي ، ومناصب أخرى داخل الصّحيفة ، ورئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتّلفزيون ، وإدارة تحرير مجلّة " المنار " ، وهو حاصل على شهادة الصّحافة منذ عام ١٩٨٤ من جامعة الملك عبدالعزيز في السّعوديّة .
من "بيرغر كينغ " إلى قيادة الإعلام وطنيّاً وعربيّاً ، حيث إن كان قائد عمون التي أبحرت في إيصال رسالتها وأبدعت منذ ٢٠ عاماً ، وكيف لا تنجح وهو رفيق الملك إلى أميركا كمندوباً إعلاميّاً ، تنقّل بين المحافظات في الأردن وعلم وجعها ، وكان رافضاً بموقفه للحكومات الظالمة وهذا سبب إيقاف عمون لمرّات ، بل إنه يؤكد فعلته الأولى مع زملائه في الرّأي ، عندما خيّر من رئيس الوزراء آنذاك أن يكتب الحياري ضد زملائه أو يغادر المكان ، وفعل ذلك مقدّماً الحقيقة على الفساد ، ونصرة رسالة الصّحافيين .
ذلك الحياري الذي توفّت والدته رحمها الله ليلة القدر ، محفوفة رسالته من الصّغر بالإنجاز وتقديم رسالة الوطن ، ورفقة الكِبار ، وبناء الرّسالة الإعلاميّة ، وهذا كلّه إجابة " كيف أن تكون قائداً ".
وإجابات لما هذا الصّمت ، بل يغرّد ويقنع !
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.