الشعب الأردني يكن للولايات المتحدة الامريكية كل التقدير والاعجاب، لما حققته الولايات المتحدة الامريكية من تقدم ورخاء وحرية حتى أصبحت شعوب العالم، تتمنى ان تعيش في ظل الحلم الأمريكي والإنجازات العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ البشري.

قبل عدة اشهر، وقبل ان توقع مذكرة التفاهم بين الاردن وامريكا الاخيرة، قال السفير الأميركي في عمّان هنري ووستر، في مقابلة مع تلفزيون المملكة إن العلاقة الأردنية-الأميركية حاليا أقوى من أي وقت مضى والعلاقة استمرت قوية وأصبحت أقوى بين الحكومات والشعوب، وذكر أن الدولتين خاضتا معا تحديات غير اعتيادية ، مضيفاً عندما تكون لديك علاقات مبنية على أسس منذ وقت طويل 70 عاما فهناك ثقة ومسؤولية مستمرتين.

وبشأن مذكرة التفاهم المقبلة بين البلدين التي تؤطر المساعدات الأميركية للأردن قال ووستر، إن حجم المساعدات لا يزال يخضع للمفاوضات ومن مصلحة الولايات المتحدة أن يكون الأردن قويا عسكريا واقتصاديا، واضاف اننا حريصون على تقوية ذلك بكل الطرق الممكنة وضعف الأردن ليس من مصلحة الولايات المتحدة أبدا، وأكد على استمرار دعم الولايات المتحدة للصحة والتعليم الأساسي في الأردن.

وذكر ايضا، أن الحديث حاليا يدور عن التركيز على إصلاحات اقتصادية، فالولايات المتحدة تُريد تقوية الاقتصاد وتأكيد وفرة إمدادات المياه للأردن، فهاتان النقطتان الأساس لقضايا الإصلاح الهيكلي في الأردن، وهو ما يخضع للمفاوضات والنقاش حاليا، وذكر سعادة السفير الامريكي انه يريد استخدام اتفاقية التجارة الحرة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع المؤسسات الصغيرة وإظهار الفرص لهم وسيكون ذلك جيدا للأردن.

الكثير من الاردنيون لا يعرفون ان العلاقة الاستراتيجية بين البلدين تمتد منذ 1946، وبحسب موقع وزارة الخارجية الامريكية تشير اقتبس هنا " تقدر الولايات المتحدة بعمق تاريخها الطويل من التعاون والصداقة مع الأردن الذي أقامت معه علاقات دبلوماسية في عام 1949، وتقدر الولايات المتحدة الدور القيادي الذي يلعبه الأردن في دفع عجلة السلام والاعتدال في المنطقة".

فالاردن دولة معتدلة في منطقة تسودها الفوضى، والعنف وكراهية الاخر ، والفكر اليميني المتطرف الذي يرعى الارهاب وقتل الابرياء ، ولهذا تثمن الولايات المتحدة الدور والفكر الاردني المعتدل، الذي فتح ابواب الهجرة للكثيرين من الذين هربوا من الاضطهاد والمذابح مثل الارمن والشركس والشيشان ، والاخوة العرب من الفلسطينيين ، والليبين ، والعراقيين ، والسوريين واللبنانيين واليمنين ، وغيرهم الكثيرين، فهذه من شيمنا الاردنية التي تفتح باب الدار لمن يطلب اللجوء هربا من الاضطهاد .

الولايات المتحدة الامريكية قدمت مساعدات للاردن منذ عام 1951 ما يزيد عن 20 مليار دولار امريكي، وبتوقيع مذكرة التفاهم الاخيرة والتي وقعت قبل عدة ايام، سيحصل الاردن على مساعدات سنوية تقدر بمليار ونصف دولار لمدة 7 سنوات .

البعض يعتقد ان هذه المساعدات ستذهب الى جيوب المتنفذين ، لاسباب مختلفة، وقد يرجع ذلك الى تقصير الاعلام الذي لا يغطي هذه الاخبار بالشكل المناسب، فكما هو معلوم لمن يكلف نفسه بالبحث والاطلاع فإن وكالة USAID Agency هي التي تقوم بالاشراف على صرف المخصصات لمشاريع بعينها، ومنها صيانة وبناء مدارس جديدة، وصيانة وبناء مراكز صحية ، وتمويل مشاريع الخدمات التحتية من مياه وكهرباء وغيرها الكثير ، بالاضافة الى دعم تجهيزات وتدريبات القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية .

مرة ثانية، شكرا للولايات المتحدة الامريكية منارة العالم الحر والمتحضر، وشكرا لسعادة السفير الامريكي هنري ووستر لجهودكم في تقوية هذه العلاقة التاريخية بين الاردن وامريكا .

waelsamain@gmail.com