هناك فارق كبير جدا بين الفزعة الحقيقية وبين استغلال الفزعة لاعمال دعائية دون تقديم شيء يذكر سوى الاستعراض والوعود..
الفزعة بمفهومها الذي عرفناه قديما، كانت تقدم الفعل والاثر الحقيقي دون استعراض، وذلك لاغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، واعانة الضعفاء، وحصد البيدر، وهكذا..
فزعات النت، او الفيسبوكية، جلها استعراض ودعاية، واحيانا كلها، عبارة عن "بوستات" كتابية هوائية لا التزام فيها، وتشكل دعاية للشخص "الفازع او المنتخي" او المؤسسة التي يملكها، بدون مقابل ليس اكثر..
بعض ما يجري، يتهيأ للقارئ ان "المفزوع" له اصبح مليونيرا، او قد حصل حاجته واكتفى وزاد، وفي الحقيقة لم يصله شيئا يذكر الا لمم وذر للرماد في العيون..
مع التنويه هنا، الى ان هناك من يستغل فزعة الناس وطيبتهم في ابتكار اساليب جديدة للتسول لا يطالها القانون، وهؤلاء يجب الانتباه منهم واخذ الحيطة اكثر، بل ومحاسبتهم، لانهم يستغلون طيبة الناس ويدمرون الثقة والمصداقية بينهم.
اما الفزعات الحقيقية والصادقة فلا بد من ضبطها وتنظيمها، فهل هناك الية لضبط هؤلاء، والزامهم بما اعلنوا عنه وتعهدوا به عبر وسائل التواصل الاجتماعية، وليس مجرد دعاية مجانية، وضحك على الذقون..