في العصور الوسطى، لا بل في بدايات العصور الحديثة في أوروبا، كانت الدول تتخذ من الأسرى والمخطوفين، وربما المجرمين أحيانا، كانت تتخد منهم مجدّفين بالسخرة للسفن الحربية والتجارية.
كانوا يسمونهم «عبيد القوادس» وكان هؤلاء يربطون بالسلاسل ويجبرون على التجديف المستمر تحت تهديد السياط، بالطبع كان معظمهم يموت خلال تأدية واجباتهم الرسمية الموكلة إليهم، طبعا بعد الوفاة كانوا يرمون جثثهم طعاما لأسماك البحر.
الدولة العثمانية تعلمت هذا الإبتكار، وصار أسراها يعملون تحث نير ذات الشروط، وفيما كان عبيد قوادس إسبانيا معظمهم من أحفاد المسلمين الذين تنّصروا إجباريا بعد سقوط غرناطة بين يدي فرديناند وايزابيلا، كان عبيد قوادس الأتراك من الأسرى والمخطوفين من الدول الأوروربية التي احتلتها الدولة العثمانية أو تحاربت معها...يعني تعميم العبودية.... فالظلم ليس له أب ولا دين ولا وطن.
الان وبعد مرور ثلاثة قرون ونيف على انتهاء ظاهرة عبيد القوادس، التي تناقصت بعد اكتشاف السفن البخارية، الان ننظر إلى عبيد القوادس لكأنهم جزء من بؤس الماضي، ننظر بحزن وشفقة على الذين عاشوا وماتوا جوعى تحت السياط.
وتلولحي يا دالية
الدستور