شيل السنسال إللي في رقبتك ..إنت شب ولازم تظهر بمظهر الرجولة ..! لم تكن تلك الجملة عاديّة بالنسبة للشاب الذي وافق ربّ العمل على تشغيله عنده في المحل ..فالشاب متعوّد على حياة الجيل الجديد من الشباب ..شعر واقف ؛ سنسال متدلٍ ؛ بنطلون جينز ساحل ؛ تي شيرت صبياني ..ومن هذه المواصفات التي بإمكانكم أن تزيدوا عليها ما شئتم من خيالكم ..
واصل ربّ العمل كلامه: الالتزام يا ابني مطلوب ..مظهرك يدلّ على مخافتك من الله أو ابتعادك عنه ..حاول تترك التدخين و في هذه المرحلة خفّفْ قد ما تقدر ..حتى بنطلون الجينز ارفعه شويّة ..حتى الجينز كله ما له داعي ؛ سأشتري لك بنطلون عَ حسابي..شعرك اتركه على طبيعته ؛ ما في داعي للجل و لا لغيره ..و شد حنكك شويّة ..من الآخر بدّي إللي يشوفك يحسدك على الالتزام ..مش عشان الشغل ..لالا اطلاقاً ..عشان انت لازم تكون هيك حتى لو ما اشتغلت ..!
ومضى الشاب ..كل يوم يغيّر في شكله شيئاً ..و يقول في نفسه : هيك بكون صاحب الشغل و إلاّ بلاش ..ومع أن الشاب عاش صراعاً نفسياً قاسياً لأنه تعوّد على شيء و الآن يحاول أن يتغيّر إلى كائن ملتزم و شيء آخر ؛ ولديه قدوة لا تتعوّض هي ربّ العمل ..!
مرّ على الشاب أشكال و ألوان من البشر (الزبائن) وهو في المحل ..حتى دخلت صبية تلبس (شورتاً) وفايعة على الآخر ..وسألته بلهجة دلّوعة : وين بابا ..؟؟ صُعق الشاب : مين بابا ؟؟؟ بابا مين و الناس نايمين ..؟! تركته و ذهبت إلى الداخل تبحث عن أبيها ..لتدخل امرأة ناضجة شعرها ينسدل على كتفيها و تلبس تي شيرت كت ..و بنطلون جينز حزق لزق و مخزّق تخزيق ..و تلبس النظارة ..و تقول للشاب : وين أبو فلان ..؟ فقال لها الشاب : مين أحكيلو ..؟ فقالت : المدام ..!!
أح و أحيييييه ..على الالتزام اللي واضحه معانيه ..!
الدستور