تباغتنا بين الحين والآخر حوادث مؤسفة وفاجعة، وعندها يستنفر الجميع وتقع الفزعة وردود الفعل ومن ثم تهدأ إلى حين وقوع حدث جديد.
نحن نعلم جيدا ان نظام الفزعة والهبات الآنية غير مجدية لتلافي الحوادث التي تقع والعبرة لمن يعتبر ويتلقى الدروس ليؤسس إلى عمل منظم وإجراءات وقائية تمنع الحدث قبل وقوعه، فعلى سبيل المثال لا الحصر في عام ٢٠١٥ هطلت امطار غزيرة قبل بدء موسم الشتاء ادت إلى إغلاق العبارات وتراكم المياه في ساحات المنازل وفقدان بعض الأرواح، وقبل ثلاثة أعوام غرقت بعض المحلات التجارية في وسط البلد في عمان نتيجة عدم تصريف المياه بشكل صحيح، وكذلك حادثة العقبة في احتراق مستودع للمواد القابلة للاشتعال وفقدان نحو ثلاثة عشر شخصا لارواحهم، وحادثة مشفى السلط نتيجة نقص الأوكسجين المقدم لمرضى وباء كورونا، وغيرها وكان آخرها انهيار عمارة اللويبدة ووفاة 14 شخصا وانقاذ 10 آخرين من تحت الأنقاض.
إن مثل هذه الحوادث تؤكد على ضرورة وجود خطط طوارىء معدة سلفا للتعامل مع هذه الحوادث بمنهجية وموضوعية تؤدي إلى اقل حد من الخسائر ووجود خطط مسبقة للحيلولة دون وقوع هذه الحوادث اصلا.
المباني لها عمر زمني محدد يقدره المهندسون، وهذا يعني ان البناء اذا أصبح متهالكا ينبغي اخلاؤه والاستغناء عنه.
وهنا يقع على عاتق الأمانة والبلديات فحص الأبنية القديمة وتقديم تقارير عنها واخلاء المستهلك منها، ويقع على عاتق المالكين للعمارات تتبع احوالها واخلائها عند استشعار اي خطر كوجود انزلاقات او تشققات او اهتراءات وما إلى ذلك.
المثل المشهور يقول: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".