المساعدات الأمريكية .. ثقة ودعم للاقتصاد الأردني
عوني الداوود
17-09-2022 12:54 AM
توقيع مذكرة التفاهم الجديدة حول الشراكة الاستراتيجية بين الاردن والولايات المتحدة الامريكية التي تم توقيعها يوم امس في الولايات المتحدة من قبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ليست كباقي سابقاتها من مذكرات التفاهم التي بدأت عمليا منذ العام 2010 ، فهي اليوم المذكرة الاعلى قيمة والاطول مدّة وهذا يعني أمرين مهمين :
- الاول :من حيث المدّة (حتى العام 2029) تشكّل المساعدات الامريكية ركيزة يمكن للاقتصاد الاردني الاعتماد عليها للسنوات السبع المقبلة والتي تتزامن مع « رؤية التحديث الاقتصادي « الممتدة للسنوات العشر المقبلة وحتى العام 2033، والتي تهدف لجذب استثمارات بحجم 41 مليار دينار على مدى السنوات العشر المقبلة، وبالتأكيد سيكون للمساعدات الامريكية دور كبير في دعم كثير من المشاريع الراسمالية المهمة للاردن خلال السنوات المقبلة ،وفي مقدمتها المشاريع الطاقة والمياه وتحديدا « الناقل الوطني «والذي يحتاج الى تمويل بحجم 2.4 مليار دينار تقريبا.
- الثاني :من حيث القيمة ( لا تقل عن 1.45 مليار دولار امريكي) مما يخفف كثيرا من عجز الموازنة - بعد المساعدات والمنح - ومما يساعد على مواجهة كلف وتبعات اللجوء السوري على الاقتصاد الوطني.
ناهيك عن اهمية هذه المساعدات في شقّها (العسكري ) والذي يشكّل في هذه المذكرة ايضا زيادة عما كان في السابق تقديرا من الحكومة الامريكية للدور الكبير الذي يلعبه الاردن في مواجهة الارهاب وتعزيز استقرار المنطقة ،اضافة للحرب التي تخوضها القوات المسلحة الاردنية حاليا في مواجهة عصابات المخدرات على حدودها الشمالية.
المساعدات الامريكية للاردن هي الاكبر من بين جميع المساعدات ، بل هي الاثبت والادوم ، وهي تكتسب اهمية سياسية واقتصادية تؤكد عمق العلاقات بين البلدين ، بل وتقدير الادارة الامريكية لجلالة الملك عبد الله الثاني شخصيا ودوره وحكمته وحنكته ودوره في تعزيز الامن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم ، كما ان هذه المساعدات التي لم تنقطع - بغضّ النظر عمن يتولى السلطة في البيت الابيض سواء الديمقراطيون ام الجمهوريون - الامر الذي يؤكد ايضا دور الاردن واهميته المقدرة من قبل الحزبين ومن قبل جميع دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الامريكية من الخارجية الامريكية او الكونغرس بشقيه النواب و الشيوخ ولجانهما المختصة او البنتاغون وغيرها من دوائر وغرف صنع القرار.
لكن اتفاقية المساعدات الحالية او مذكرة تفاهم «الشراكة الإستراتيجية » ، مختلفة تماما هذه المرة ، لأنها - ومنذ توقيع اول مذكرة تفاهم في العام2008 - هذه المرّة هي الأكبر من حيث حجم المساعدات المقدمة للمملكة، والأطول من حيث المدة الزمنية، فمذكرة التفاهم في العام 2008 شملت مساعدات بقيمة 660 مليون دولار سنويا ولمدة 5 أعوام اعتبارا من العام 2010، بينما كانت مذكرة التفاهم الثانية في العام 2015 وبقيمة مليار دولار أمريكي سنويا ولمدة 3 أعوام ، وتم توقيع مذكرة التفاهم الثالثة في العام 2018 وبقيمة 1,275 مليار دولار سنويا ولمدة 5 أعوام (تنتهي في ايلول الحالي 2022 ) ، اما هذه المذكرة الجديدة فلن تقل عن 1.45 مليار دولار أمريكي سنويا وستمدد خلال الفترة بين الأعوام 2023 و2029 أي أنها لن تقل عن ( 10.15 مليار دولار امريكي) خلال السنوات السبع المقبلة .
مذكرة التفاهم الموقعة يوم امس كانت ومنذ اللقاء الاول الذي جمع جلالة الملك عبد الله الثاني بالرئيس الامريكي جو بايدن وبحضور سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني ، وكأول زعيم عربي يلتقيه الرئيس بايدن بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة كانت مذكرة التفاهم والمساعدات الامريكية أحد عناوين الصداقة الدائمة والتي اكد عليها الرئيس بايدن في جميع اللقاءات ،مرورا بلقائه جلالة الملك عبد الله الثاني العام الماضي.. ومؤخرا في قمة جدة مؤكدا - الرئيس بايدن - «دعم الولايات المتحدة المطلق للأردن كحليف رئيس للولايات المتحدة وقوة داعمة للسلام في المنطقة ».
مذكرة التفاهم الموقعة امس تأتي في مرحلة يواصل فيها الاردن الانجاز والبناء «برؤى تحديث ثلاث» ، وستسهم «المساعدات التي ستقدم وفق المذكرة في دعم الاقتصاد والعملية التنموية، ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته المملكة».
الدستور