كما يشكل جبل اللويبدة في التاريخ المكاني للعاصمة عمان دلالة (عشبة الخير) تشكل اللويبدة في الوجدان الأردني حاضرة للثقافة وعنوان للفن والمعرفة حتى ان امانة عمان ميزت جبل اللويبدة عن غيره من جبال عمان السبعة وجعلته يشكل حاله تجاريه فريده لا تراها الا في اللويبدة عندما مكنة منازلها لتصبح مطاعم ومقاهي تجاريه حفاظا على ارثها وتحديثا لدورها وهو ما جعل من اللويبدة تشكل احد العناوين الرئيسية بعمان التي تحوي طابع فريد يميزها عن غيرها من جبال عمان السبع.
واذا تعرضت اللويبدة لحادثه عرضيه كتلك التي انهارت بها احد مبانيها القديمة فان هذه الحادثة لن تثني اهل اللويبدة على وجه الخصوص واهل عمان والأردن على وجه العموم من الاستثمار باللويبدة وتعزيز مكانتها وتوسيع العمل بصيانة ابنيتها وتطوير نماذج منازلها .
على ان يأتي ذلك كله من خلال مخطط شمولي يقوم على تحديد الشكل العام للمباني الخارجية وتعمل على تحديد بواطن الخلل في البنيه التحية القديمة عبر صيانتها وتحديثها بما يسهم بتوحيد الواجهات العامة في المباني المراد اعاده ترميمها ويقدم صوره هندسيه يمكن بلورتها عن انتهاء من اعمال الصيانة وإعادة الترميم وهذا ما سيؤدي للكشف عن بواطن الخلل وحصر اعمال الصيانة لتنفيذها ضمن خط منهجيه تراعى فيها روح المكان وعبق الزمان الذى ما زالت تتأصل رائحته عشبة اللويبدة عند زيارة المكان.
ولقد برهنت الدولة الأردنية بأجهزتها عن مدى قدرتها في التعاطي مع حادثة انهار مبني اللويبدة عندما عملت ضمن منهجيه مركزية تقودها إدارة الازمات بكل حرفية ومهنيه عالية وبمتابعه حثيثة.
من لدن جلالة الملك الذى كان خاضر في التوجيه والمتابعة خال وصوله للأردن قادما من زيارته الرسمية لفرنسيا هذا اضافه الى البطولات التي اعتدنا عليها من نشامى الامن العام بكل اركانه الأمنية والمدنية ورجال امانه عمان الذين شكلوا بدورهم طوق داعم لغرفة العمليات التي يسطر عليها رحال الامن العام بعزيمه واثقه من حتميه تامين السلامة العامة للجميع.
ولم تكتفي القيادة الأردنية بأعمال الانتشال ونقل المصابين للمستشفيات بل قامت القيادة الأردنية أيضا بتامين المساكن الملائمة للجميع الى ان يتم حصرهم وتامين مستلزماتهم المعيشية ليأتي ذلك كله ضمن رسائل اعلاميه لم تنقصها الشفافية في كل مراحل العمل وهذا ما جعل من اللويبدة على الرغم من مصابها الجلل ان تتحول الى ساحة انجاز في إدارة الازمات فلم تشكل حادثة اللويبدة في الذاكرة الوطنية الا رافعه تضاف الى رفعة اللويبدة ومكانتها الثقافية.
فاذا كانت حادثة اللويبدة قد أظهرت مدى التعاضد والتكافل والتضامن الذى تجسده دائما الأسرة الأردنية الواحدة في الملمات فان حادثة اللويبدة قد عنونة ذلك عندما قام الجميع بفتح بيوتهم للأسر الثكلي والمصابة وهذا يدل على مدى الترابط الذى ينسجه الشعب الأردني ويقدمه نموذجا فى المحطات الصعبة.
صحيح ان حادثة اللويبدة قد قرعت جرس الإنذار للأمانة عمان بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بالترخيص والعمل على إيجاد مخططات شموليه تقوم على حصر جيوب الخلل لكن ما هو صحيح أيضا ان حادثة اللويبدة كشفت عن المعدن الأصيل للأردنيين والقدرة العالية للأجهزة الامنية والمدنية والصحية والخدماتية وهى تتعامل مع حادثه اللويبدة بكل اقتدار التي نسال الله لمفقوديها الرحمة ولمصابيها الشفاء واللذين شاركوا بأعمال الانقاذ خير الجزاء ، حمى الله الأردن وقيادته وشعبه من كل مكروه .