يجب دراسة حادثي العقبة واللويبدة
د. وافد رمضان نغوي
15-09-2022 02:04 PM
لقد اصاب الاردن في الايام والاسابيع الماضية حوادث مؤسفة ذهب ضحيتها ارواح بريئة واصابات كثيرة، ولولا لطف الله بنا لكانت الاصابات اشد واكثر ايلاما لأن التعامل مع هذه الحوادث كان يفتقد الى الاحتراف والمهنية العالية واعتمد كثيرا على الفزعة والشعبوية، فمثلا حادث انهيار العمارة في اللويبدة ( وهو يحاكي كوارث الزلازل على شكل مصغر ) كان التعامل معه يفتقد الى نظام الانذار والطوارئ والاسعاف والانقاذ، فالمفروض حسب انظمة الطوارئ العالمية ان يكون في الامن العام والدفاع المدني كود خاص ( حسب اللون ) وتعليمات خاصة حسب الكارثة "انهيارات وحرائق وفيضانات وتسرب كيماوي كما حصل في العقبة" هذه التعليمات تتضمن:
اولا: تجهيزات الملابس والادوات الوقائية من خوذ ومعدات وملابس خاصة للحرائق والتسرب الكيماوي والفيضانات واجهزة الاسعافات والاكسجين ضمن checklist معد وجاهز لكل نوع من انواع الكوارث.
ثانيا: خطة وتعليمات لكافة الاجهزة (المعنية فقط) من حيث من يجب تواجده ووضع طوق وحواجز للسلامة والامن لعدم اعاقة عملية الانقاذ والاخلاء بأي شكل من الاشكال.
ثالثا: التعامل مع ذوي الوفيات والمصابين بشكل محترف من قبل الوزارات والجهات المعنية .
رابعا: التعامل مع الاعلام من قبل جهة واحدة فقط وبكل وضوح وشفافية.
واقعيا ما رأيناه (في الساعات الاولى)، حضور الاجهزة الامنية باعداد كبيرة جدا من كافة مرتباتها وصنوفها الكثيرة بدون تجهيزات الوقاية اللازمة، حيث رأينا اكتظاظ وارتباك وعدم حرفية وكذلك حضور الدفاع المدني في الساعات الاولى بدون تجهيزات الوقاية اللازمة من الانهيارات "إلا القليل منهم" وحضور الكثير من المتفرجين وكذلك رئيس الوزراء ومرافقيه وعدد من الوزراء ومرافقيهم وامين عمان ومرافقيه ومدير الامن العام ومرافقيه ومدير الدفاع المدني ومرافقيه والمحافظ ومرافقيه وعدد كبير من المسؤولين ومرافقيهم، علما ان منطقة الانهيار منطقة ضعيفة ومتحركة، ولولا لطف الله لكانت الكارثة اكبر.
اعلاميا كان الوضع مربكا فكل جهة اعلامية تعطي ارقاما وتحليلات مختلفة عن الاخرى، وكان المفروض ان يتم التعامل مع اهالي الضحايا بصورة اكثر احترافية.
لنتذكر ما حدث في العقبة بحادث تسرب كيماوي، ففي اللحظات الاولى الخطيرة والحاسمة والمهمة رأينا داخل الميناء وبجانب دخان الحادث مندوبة التلفزيون والمصور على بعد امتار!، وطبعا وجود كل الاجهزة والمسؤولين المعنيين وغير المعنيين، وهنا المهم (لا أحد يضع الاجهزة الوقائية) وفي العقبة ودائما لولا لطف الله لكانت الاصابات اكثر .
وبرأيي حادث العقبة وحادث اللويبدة يجب ان ندرسهما جيدا، ونضع خطط واضحة وقابلة للتطبيق للتعامل مع جميع الكوارث وألا نتعامل بنظام الفزعة والشعبوية.
ومن الممكن أن تكون التعليمات موجودة ولكن لا يتم تطبيقها!.
عميد طبيب وافد رمضان نغوي
مستشار طب الاسرة والطيران
رئيس اختصاص طب الطيران والغوص / مدينة الحسين الطبية سابقا