في حين أن العديد من الأردنيين والعرب في مرحلة الشباب يأخذون مجال ريادة الأعمال بحماسة وتوقعات بتحقيق النجاحات المتتالية، فإن أصحاب الأعمال المخضرمين يعرفون أن الطريق أمامهم يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر، وليس بالضرورة أن ما وصله غيرك من الريادين ستصله بشكل حتمي، فالامر لا يحكمه التفكير الرغبوي ولا احلام اليقظة بل الخروج من منطقة الراحة الى حيز العمل الجاد والتوقعات المماثلة للجهد المبذول.
وليس في الاردن بل عربيا مع تفاوت المستوايات، لم ولن يكن البدء بالمشاريع الريادية أمر سهل وبسيط سريع الاثمار كما كان يتصور البعض؛ كما أنه ليس مصدرا للإثراء السريع، كما يتصوره آخرون، فالامر يستلزم العمل الشاق والالتزام على المدى الطويل وبناء خبرة في تأسيس وتشغيل والبدء بالمشروع ثم التوسع، الدعم المالي، العلاقات التجارية والتوعية بالقوانين.
ممكن التعلم من تجربة الريادي الناجح والمعروف الاردني اللبناني السيد فادي غندور مؤسس شركة أرامكس ورئيس مجموعة «ومضة» و مؤسسة رواد التنمية (وهي مؤسسة غير ربحية تهدف للقضاء على التهميش من خلال التعليم والتركيز على التمكين عبر البرامج الشبابية) وموقع مكتوب وغيرها من المؤسسات والشركات الكبرى، ومع ظهور جيل واعي بأهمية الريادة ولكن قلق بشأن المستقبل وكله رغبه في العمل والاجتهاد للتغيير من اوضاعم المادية وتحسين المستويات المعيشية مع قتامة النظرة المستقبلية للبعض من المهمشين والاقل حظا، ازدادت الحاجة الى وجود قيادي وملهم في مجال الريادة، فالريادي فادي غندور يعد من انجح الامثلة عربيا في مجال ريادة الاعمال وأكثر الداعمين لها عربيا وتعتبر مشاركاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أهم ما يمكن أن يتابعه الريادي العربي، وقد كان غندور وما يزال كله ثقة على ان اعطاء فرصة للشباب ستكون بمثابة فتح باب النجاح وليتمنكوا وقتها بكل تأكيد التغلب على العقبات و التمكن من بناء مجتمع وبيئة ومستقبل أفضل.
وللتنويه فقد عانى غندور ككثير من الرياديين في بداية الطريق الكثير من الصعوبات، فلم تكون الحياة وردية ولم تكن الظروف سهلة، ففي بدايات تأسيس شركة ارامكس التي تعتبر أقوى الشركات في القطاع اللوجستي فقد عانى من ازمة مالية مع شريكه ويليام كينجسون وكان يشغل أكثر من وظيفة داخل الشركة لتخفيف الاعباء المادية لدرجة أنه عمل في بعض الاحيان ككبير مندوبي المبيعات وقام بايصال الطلبات للزبائن بنفسه.
باعتبار فادي غندور خير قدوة في المجال وقدوة لي أنا شخصيا، فقد نوه انه هناك العديد من العوامل المهمة لانجاح هدفك ومشروعك الريادي أهمها: التعلم من الخبراء أو من هم أقدم منك في المجال، فتقليل الخسائر وتفادي الاخطاء يقصير الطريق الى النجاح وضع خطة مالية محكمة وضرورة التعلم من الرواد العالمين لانك وببساطة ستتعلم من الاقوى والافضل وقد أضيف "مع مراعاة اختلاف بعض الظروف والبعد عن التطبيق والتقليد الاعمى".
أخيرا الصبر ، الصبر ثم الصبر وعدم الاستسلام من أول عثرة يضمن الديمومة والاستدامة، ولأن الاحلام الكبيرة لن تتحق بين ليلة وضحاها.