تراجيديا.. يومان من الأنفاس اللاهثة و شدّ الأعصاب.. قصص تتواتر من تحت أنقاض عمارة اللويبدة.. لن أتحدث كالبقية عن الأسباب و أخذ الحيطة للعمارات والأبنية الأخرى فهذه كفّى ووفّى فيها الجميع.. لكنني سأتوقف عند تخيّلي للدقائق الأخيرة قبل انهيار العمارة..!
أطفال كانوا يحلمون بالتأكيد بالخروج لشراء وجبة ما.. فتاة جامعيّة كانت تحدّث صاحبتها عن حلمها بعد التخرّج وبالتأكيد هناك من كان يطلب الفرج من الله لقرض أو دين أو فواتير..!
هناك من قال جملته الأخيرة ومضى.. هناك من كان يمشّط شعره أو يتفقّد نفسه أمام المرآة قبل أن يجد نفسه فيما يشبه القيامة..!
الذين قضوا ساعاتٍ طوال تحت الأنقاض يتنفّسون وهم يصرخون وينادون؛ كيف كانت عقولهم وأحاسيسهم بتلك اللحظة..؟ تجربة قاسية لكل شخصٍ نجا؛ منها ما يتقاطع ولكنها مهما تقاطعت فإن تفاصيلها الصغيرة جداً لا تتشابه.
مرارة حقيقيّة سكنت وطافت و تلبدت في العمارة.. لم نعتد على هكذا حدث.. لكننا نقف كالعادة صفًّا واحدًا كلّما مستنا ضراء..!
نعم؛ المرارة في العمارة.. وإن لم نستفد من هذا الدرس المفاجئ فإن مرارات غير مفاجئة في الطريق إلينا..
اللهم جنِّبنا الكوارث والمرارات؛ واشفِ ضحايا العمارة وارحم موتاها.. وهدّئ من روع من تزلزلت نفسه مما رأى وعاش لحظاتها القاسية.
(الدستور)