أهلاً بكم في عجلون يا سيدي: عجلونكم. التي تخرج اليوم إليكم بكامل شوقها واشتياقها، تخرج من أول بيلسانها، حتى أخر غصن في زيتونها. ومن أول خيط ماء في نبعها وواديها، حتى آخر زهرة رمان ضحكت في بساتينها. تخرج يسابقها غامر لهفتها وكبير حنينها، لتحيطك بأحضان الورد والود: هي عجلون قد توضأت بالندى فرحاً بزيارة الحبيب.
نحن نسمي الغيوم الطيبة الناعمة الممتلئة بحليب الليل، والتي تداعب كرومنا وبساتيننا في صباحات الصيف، نسميها (غزلان الندى)، لأنها تمنح أرضنا رطوبة ولأنها تضخ الخضرة في نسغ زيتوننا وكرومنا، ولأنها تجعلنا نتجذر أكثر، فنشمخ أكثر وأكثر، وزيارتكم اليوم هي الندى بذاته وجميل صفاته. فأهلا بكم أهلاً.
يا سيدي: انتظرتكم عجلون منذ حنين، فطالما شعرت وما زالت تشعر أنها ظلمت كثيراً، وأنها لم تنل نصيبها من التنمية الحقيقية، التنمية التي تأخذ بيدها وتجعلها جديرة بغاباتها المكللة بعبق اللزاب وعراقة السندان وصلابة الملول وجمال القيقب، وأنها جديرة بطيب هوائها المنقى بشاشات الغيم، ومناخل الريح، ولكنها ظلت على حال حالها، ولم تنمُ كما نمت شقيقاتها محافظات أردننا. فصارت جنة فقر بلا منازع!، فلا مشاريع تحييها وترتقي بها، وتجدد دماءها، ولا خدمات تدفع عجلة التقدم فيها، ولا آفاق اقتصادية جديدة تخفف من وطأة البطالة عن كواهل شبابها وشاباتها.
زيارتكم هي أكبر مشروع مرتجى، في نظر العجلونيين، ولكننا نطمح أن تصبح عجلون مدينة الندى، إقليماً سياحياً متكاملاً فاعلاً، ونطمح أن تضخ إليها المشاريع الإنتاجية، ونطمح بجامعة حكومية، ونطمح بالكثير الذي يجعلها في مقام يليق بجمالها وبهائها.
يا سيدي: دوماً نواجه ذات المشكلة البسيطة، فعجلون دأبت أن تتلقى الوعود الحكومية الكثيرة، التي تعد وتتكفل بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية، ولكن هذه الوعود ما تلبث أن تضمحل وتتلاشى قبل أن يجف حبر محاضرها!. واليوم نعول الكثير الكثير على زيارتكم، ومرة أخرى أهلا بكم في مدينة الندى.
ramzi972@hotmail.com