قبل انتهاء التحقيق لا يمكن لاحد ان يتكهن او ان يلقي اللوم على احد، الا بعد الكشف عن الاسباب التي ادت الى انهيار المبنى، ولهذا نأمل الانتهاء من التحقيقات باسرع وقت ممكن، وتوجيه الاتهام للمتسببين بهذا الحادث الأليم، لمنع التكهنات الفضفاضة، اما عن اسباب انهيار المباني الانشائية بشكل عام، فهناك العديد من الاسباب ومن اهمها:

1- العيب في التصميم الانشائي

2- عدم الاخذ بالاعتبارات الفنية للتربة

3- ضعف او اهمال في الاشراف الهندسي

4- عوامل خارجية مثل العواصف غير المتوقعة والامطار، والرياح العاتية والثلج والهزات الارضية

5- انزلاق التربة بسبب تسرب المياه اليها وعدم اخذ ذلك بعين الاعتبار في التصاميم الهندسية

6- التجديد والترميم والاضافات والهدم، بدون تصاميم واشراف هندسي، وترخيص رسمي لذلك الغرض

7- عمليات الحفر غير الامنة تحت المبنى او من حوله

8- عدم وجود صيانة مستمرة للمبنى بالشكل الصحيح

9- عيوب في التنفيذ

10- عدم الالتزام بالمواصفات الهندسية

11- عيوب في المواد التي تستخدم في التنفيذ

12- قصور في الفحصوات المخبرية اثناء التنفيذ

13- عدم معالجة المشاكل الهندسية التي تظهر اثناء التنفيذ بالصورة الصحيحة

14- قصور في الكفاءة المهنية لطاقم الاشراف او طواقم المنفذين للمشروع من طرف المقاول

15- صداء وشروخ في المبنى

16- الاهمال في المراقبة واجراءات السلامة العامة من قبل الجهات الرقابية، وذلك بترك المباني الايلة للسقوط بدون اجراء فوري، وعلى اقل تقدير اخلاء سكان المبنى الايل للسقوط، بالرغم من الاشارات والعلامات التحذيرية الظاهرة للعيان قبل انهيار المبنى.

حسب الاحصائيات العالمية، يوجد هناك ما لا يقل عن 181 مبنى في العالم خلال الخمسين عاما الماضية انهارت على سكانها، لاسباب عديدة، ومنها المذكورة في اعلاه، والتي تشمل جلها، وقد تسببت تلك الانهيارات في قتل ما يزيد عن 13,000 شخص حول العالم، ومعظم هذه المباني في الهند 32 والصين 13 ومصر 13 وغيرها من الدول، ومنها الولايات المتحدة الامريكية، التي وقع فيها عدة انهيارات لمبان سكنية وجسور.

لقد بات من الضروري ان يأخذ الامر على محمل من الجد ويعقد مؤتمر في الاردن، يخصص لدراسة اسباب انهيار المباني في الاردن، ويخرج بورقة علمية وتوصيات عملية، توزع على كافة الاطراف الفاعلين، ولا تقتصر فقط على اسباب انهيار المباني، بل تشمل توصيات لتحديث الانظمة والقوانين، وانشاء قاعدة بيانات كاملة لتحسين مصادر المعلومات ، لمنع تكرار فشل وانهيار المباني . ومن الضروري ايضا ، العمل على رفع الكفاءة المهنية للمهندسين العاملين في الاشراف و المقاولات ، بالمزيد من التدريب وخضوعهم لامتحانات مكثفة للحصول على رخص في مجالهم المهني ، فلا يجوز ان يعمل كل من هب ودب في كل المجالات ، وهذا يشمل مفتشين البناء ( Inspectors) ، وغيرهم من الذين يقومون بتطبيق الانظمة والقوانين . ولابد ايضا من العمل على انشاء شركات متخصصة في مجال اعادة الترميم Restoration Companies ، لها تراخيص تميزها عن بقية اعمال المقاولات ، وهي التي تكون مخولة في اعمال الترميمم والهدم والاضافات للمباني .

وقد يكون من المفيد ايضا، توعية المواطنين ببث نشرات توعوية على مواقع البلديات لتنبيهم ، عند ملاحظة اي امور تتعلق بالمباني التي يعيشون فيها مثل التصدعات، او اعمال الهدم والبناء والاضافات ..الخ، بالقيام بابلاغ السلطات المعنية ، وكذاك عمل تطبيق لامانة عمان ، وكافة البلديات ليستخدمه المواطن ، للتبليغ عن اي مخالفات في مدينته ، لمساعدة الجهات المسؤولة في متابعة تلك المخالفات وملاحقة المخالفين ، فعلى سبيل المثال اي اضافة في المبنى او هدم او تعديل يجب ان يكون هناك ترخيص من الامانة او البلدية ، يوضع على مدخل المبنى ، بحيث يشير الى ان عمليات الترميم او الهدم ، مرخصة وتحت اشراف هندسي .

المباني لا تنهار بشكل مفاجىء في معظم الحوادث ، بل يسبق ذلك اشارات وعلامات ،مثل الشروخ Cracks في الجسور او الاعمدة الهندسية او الاسطح او غيرها ، او صداء للحديد او انحناءات ظاهرة للعيان ، ومع مرور الوقت تزداد هذه العلامات حتى انهيار المبنى.
الاردن يستحق الكثير من الجهد والعرق والمال ، فلا تبخلوا عليه ، لانه لم يبخل على اي منكم ، فلنترك بلدا لابنائنا ، ُيسعد العيش فيه ، وهم يستحقون العيش فيه بامان .

waelsamain@gmail.com