إن المشاركة السياسية بمفهومها العام تعني تلك الأنشطة الإدارية التي يمارسها أعضاء المجتمع بهدف اختيار حكامهم وممثليهم، والمساهمة في عمليات صنع السياسات والقرارات على نحو مباشر أو غير مباشر، وتعني أن الفرد له نصيب في الشأن السياسي الذي يؤهله إلى القيام بدوره في الحياة السياسية يعبّر فيها عن آرائه ومواقفه وتوجهاته، سواءً كان ذلك عبر الأنشطة التقليدية أو غير التقليدية، والمشاركة أداة للتعبير عن الوعي السياسي والمواطنة، حيث يربط الفرد ما بين حقوقه وواجباته، وهناك العديد من الدوافع للمشاركة السياسية منها ما هو نفسي وسياسي أو اجتماعي أو ديني أو غير ذلك.
إن التعبئة والتحريك الاجتماعي والسياسي لدفع المواطنين للمشاركة يقود إلى مزيد من المطالب والتوقعات، وفي حالات ضعف درجة المؤسسية والقدرات لدى النظم، يكون الأثر سلبياً بشكل واضح، فعمليات التعبئة والتحريك السياسي مع توفر الوعي سيزيد حتماً من حجم المطالب والتوقعات، ولذا يجب أن يكون الحذر ظاهرًا في هذة الحالة، إذا لم تكن الدولة بمؤسساتها قادرة على استيعاب حجم المطالب والتوقعات.
وبالنظر إلى أهم معوقات المشاركة السياسية، فإنه يمكننا حصر النقاط التالية:
أولا- عندما يشعر الفرد بأن الفوائد التي يحصل عليها من جراء عملية المشاركة أقل من الفوائد التي يحصل عليها من نشاط آخر.
ثانيًا- في حال اعتقاد الفرد أن الأهداف الجديده لا تختلف عن الأهداف السابقة، وبالتالي فإن مشاركته لا تغير شي على ارض الواقع.
ثالثًا- ضعف الولاء والانتماء للأفراد، وذلك بسبب عدم توفير السلع والخدمات وحاجاتهم الأساسية، مما يسهم في اضعاف اندماجهم الاجتماعي.
رابعًا- في حال وجود الشك لدى الافراد بعدم قدرتهم على تغيير الواقع الراهن.
خامسًا- ضعف الثقافه السياسية ومحدودية المعلومات يمنع الأفراد من المشاركة.
سادساً- عندما يشعر الفرد بأنه قادر على تحقيق الأهداف دونما ارتباط بالقضايا السياسية.
سابعًا- الشعور بالاغتراب وعدم الاندماج الاجتماعي، ويتولد هذا الشعور لدى الأقليات والأفراد الذين يشعرون بأن الدولة ترفضهم.
ثامنا- عدم الثقه بالمرشحين للمناصب العامة، أي عدم وجود مرشح كفء.
تاسعاً- شعو الفرد بأن لا جدوى من أن يؤثر صوته على قرارات الحكومة.
عاشرا- توقع الفرد بنتائج سلبية على مشاركته، متل أن تهدد سلامته الشخصية والخوف من تأثر علاقاته بالآخرين أو فقدان وظيفته.
حادي عشر- شعور الفرد بالفجوة بينما يقال وما يُفعل.
ثاني عشر- غياب المحفزات السياسية، وضعف مؤسسات التنشئة السياسية، وتقصير وسائل الاعلام.
ثالث عشر- المناخ السياسي العام، والذي يرتبط بالدستور وطبيعة النظام والمؤسسات القائمة.
رابع عشر- العوامل الاقتصادية، وتدني مستوى الحياة المعيشي.
خامس عشر- الأبعاد التاريخية والأزمات التي مرت بها الدولة، أي التجارب السابقة.
سادس عشر- ضعف العمل الجماعي، تفريق وانتشار الفردية، وضعف مفهوم المواطنة.
هذا غيضٌ من فيض في معوقات المشاركة السياسية، ومن يعمل على التعبئة والتحريك عليه أن يتمعن ويعمل على تخفيف حدة هذه المعوقات، وليس فقط بالشعارات والإعلانات المضادة، ولكن بالعمل الجاد الواعي للحد من تلك المعوقات سالفة الذكر.
almashaqbeh-amin@hotmail.com