التاج الملكي ونموذج للحكم
د. حازم قشوع
13-09-2022 06:49 PM
يرمز التاج الملكي في المملكة المتحدة لرمزية الوحدة باعتباره يشكل مظلة للحكم لإنجلترا واسكتلندا وايرلندا وويلز كما يشكل التاج الملكي حاضنه ل15 دوله وهى تضم كندا واستراليا ونيوزيلاندا وانتيغوابربودا والباهاس وبيليز وغرينادا وبابوا غينيا وسانت لوسيا و سانت كيست ونفيس و القديس فيسوست وسانت فيسيت والغرينادين وجاماكا والبهاها وهى الدول التي تخضع للتاج الملكي طوعا كما يأطر التاج الملكي البريطاني مجموعه الكومنويلث التي تضم 54 دولة من بينها الهند وباكستان وبهذا يظل التاج البريطاني بظلاله بطريقة مباشرة وغير مباشرة 2.4 مليار نسمة وهو ما يعادل ثلث سكان العالم تقريبا.
الملكة اليزابيث التي استطاعت طيلة فترة حكمها الذى امتد لـ70 عاما على العرش المحافظة عليه من أجواء التعربية والتجوية التي كان قد تعرض لها نتيجة ترسبات الحرب العالمية الثانية وفترة مخاض الحرب الباردة جاء ذلك نتيجة سياستها الباطنية المرنة التي كانت ترسم السياسة العامة ولا تقررها وهو ما جعل من شعبيتها تشكل دائما اضافه للحكومات المنضوية تحت عرشها الذى شكل حالة ممتدة وعميقة ومرجعية للجميع .
الامر الذى جعل من شعبيتها تفوق 70 % في استطلاعات الراي وتشكل محط احترام عند الجميع وهو ما يعزيه المتابعين والسياسيين لطريقه حكمها الذى كان يبتعد عن التفاصيل ولا يتدخل بالمفاصل الحادة حتى عندما اشتد النقاش حول موضوع بركس الذى شكل مسالة مفصليه عند قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومع استلام الملك تشارلز الثالث مقاليد العرش ينتظر ان تكون اولي التحديات التي يواجهها مساله انفصال بعض الجمهويات عن المملكة المتحدة مثل إسكتلندا و اعلان قيام جمهورية في استراليا وهو ما جعل الملك تشارلز امام تحدي حقيقي فان بدأت مسالة خروج هذه الدول عن مظلة العرش فان ظلال العرش ستكون فى طور الانحسار وهذا قد يشجع البعض الاخر من الجهوريات من اتباع ذات السياسية ويعرض مظلة العرش الملكي الى دومينو الانفصال ويؤدى لفرط المسبحة الملكية وبالتالي انهاء الاحلام البريطانية بالعودة لقيادة العالم من جديد فان مسالة التاج بهذا المقام يجسد الحلم البريطاني بعودة بريطانيا الى سابق الامجاد وهو ما يعد تحدي مركزي للملك تشارلز الثالث في المحافظة على اثره التليد وامال شعبه بالعودة للقيادة .
التاج البريطاني الذى يجمع بين الشرعية الدينية والشرعية التاريخية إضافة لشرعيه الإنجاز يشكل برمزيته ذات المحتوي الوحدوي الذى يقف عليه التاج الهاشمي من مضمون ورمزيه والذى كان قد انطلق ايضا برسالة من اجل العرب ووحدهم ومن اجل اعلاء مكانتهم وصون هويتهم لكن عوامل التجوية الإقليمية اثرت على ظلاله وان كانت لم تؤثر على مضمون رسالته ومحتواها الذى ما زال ينبض من اجل استعادة العرب لمكانتهم التاريخية ودورهم التليد..
فهل نحن امام عودة للملكية الإقليمية التي تعتبر النموذج البريطاني نموذج يمكن البناء عليه بترجمة مناخات للأمن للإقليمي والسلام الدولي؟! هذا ما ستجيب عليه الأعوام القادمة مع وصول الملك الحكيم تشارلز الثالث لسدة الحكم وبدا الحديث عن تغيير فى منظومة الضوابط والموازين الاقليميه التى كانت قد صاغتها من قبل الملكة إليزابيث.