التنمر الوظيفي والحد منه ضرورة لا غاية
د. عماد حمود الشبلي
13-09-2022 03:59 PM
يعد التنمر من السلوكيات العدوانية غير المختصة ببيئة أو بمجال بعينه، وهو نوع من الأذى الذي يلحق باستمرار بالشخص الأقل رتبة من المتنمر, و المتنمرين بشكل عام هم أشخاص قليلوا الثقة بأنفسهم، وبدلا من محاولة تطوير أنفسهم لتعزيز هذه الثقة، فإنهم يقومون بالتقليل من مهارات الآخرين وقدراتهم ،كما يشعرون بأنهم غير قادرين على إنجاز الأعمال، وأنَّ الجميع أفضل منهم تأهيلاً، وأنهم يستعدون لسرقة أعمالهم فهو شخص يعاني غالباً من مشكلات واضطرابات نفسية، ويحاول تعويض نقصه بالتنمر على الآخرين .
كلنا نستطيع ان نميز بأن المتنمرون هم أشخاص يفتقرون للابداع و العمل بضمير، لا يسعهم الابداع بالعمل ووضع استراتيجيات و خطط ، ودائما يرمون اللوم على الاطراف الاخرى، ولا يعترفون أبداً بأنهم غير جديرون بالثقة و تولي المهام ، لا يكترث بأفكارك و يضعها دائما في قبة التذليل والانقاص ، يتعمد دائما لقطع سلسة افكارك اثناء الحديث و يطلق العبارات غير المحفزة بالتالي انقاص الثقة بالنفس .
وفي مجال العمل قد يكون غالبا ذلك الشخص هو المدير أو المالك و احيانا ما يكون زملاء العمل انفسهم .
وعند الوقوف على أسباب التنمر الوظيفي لابد من التطرق لآثاره السلبية, فالاسباب تكمن في المشاكل النفسية للمتنمر و عدم ثقته بنفسه و غياب انظمة و قوانين صارمة تحمي الموظف و كرامته بسبب صعوبة رصد حالات للتتنمر من قبل الشركات اي بمعنى غياب الرقابة وايضا عدم ادارك الموظفين لاوصافهم الوظيفية التي من شأنها ان تولد شعور للمتنمر عليه بانه بخطر فقدان الوظيفة دائما و العيش تحت هواجس الطرد المفاجىء ما سيزيد من حالة التوتر و الضغوطات في بيئة العمل و هذا بالتأكيد سيقلل من الانتاج و العمل بالشكل المطلوب .
من الاشكال الممكنة للتنمر في مجال العمل هي التعليقات و التلميحات الشفهية بأنه على الموظف ترك العمل ، و المراقبة المفرطة لعمل الموظف ، و تجاهل الموظف و تعاطي معه بأسلوب عدائي و حجب المعلومات عن الموظف مما قد يؤثر على ادائه ، و تكليف الموظف بمهام يستحيل انجازها خلال الفترة الزمنية المحددة ، و اخيرا اعطاء الموظف تعليمات بتأدية وظائف غير مناسبة او مهنية .
يمكن التعرّف إلى سلوكيات التنمر من الاختصاصيين في المجالات المختلفة أو المستشاريين الإدارين ، فالمسؤولية الكبرى هنا تقع على عاتق مسؤولي الموارد البشرية بحيث يجب عليهم تقييم الرقابة السلوكية للموظفين و المدراء ، و على جهات العمل و الدولة تكثيف الدورات التثقيفية في المنشأت ليتسنى للموظفين معرفة حقوقهم و على الموظف ايضا ان يعي لنفسه عندما يتعرض للتنمر في مقر عمله بأن يوطن نفسه على الهدوء والاتزان و عدم السماح بسلبية المتنمرين بالتقليل من شأنه ، هكذا نستطيع الخروج ببيئة عمل صحية و سلوكيات افضل من شأنها زيادة الانتاجية و الارتقاء بالعمل ما يعود ايجابا على جميع الاطراف.