تشرفت بالاستماع إلى شرح مفصل عن أهداف وغاية تأسيس حزب إرادة بدعوة كريمة من السيد نضال البطاينة أحد مؤسسي الحزب وعدد من زملائه في التأسيس، والحقيقة أن ما سمعته وعدد من الزملاء يشكل تصوراً جديداً للأحزاب ودورها وضمان استمرارها، فالفكرة واضحة في عقول المؤسسين وكذلك الأهداف، وما يميز التجربة أنها تولد من رحم الشارع بعيداً عن تلك النخب التي فقد الناس ثقتهم في معظم تجاربهم الحزبية، فقد عقد المؤسسون حتى تاريخه ما يقارب المئة وثلاثين لقاءاً في محافظات المملكة مدناً وقرى وبوادي ومخيمات من الجنوب إلى الشمال ، كما أن العضوية في الحزب لا تمر بسهولة ولها شروط دقيقة حتى يضمن المؤسسون أن أعضاء الحزب وكوادره مقتنعين بالفكرة والهدف.
وكما هو واضح، فإن قيادة الحزب الجديد جماعية سواء الآن في مراحل التأسيس أو عندما تستقر الأمور ويعقد المؤتمر العام للحزب، وهذا ما يبعد عنه علة حزب الرجل الواحد التي كانت سبباً في فشل تجارب حزبية عديدة في الماضي.
من خلال استماعي لتفاصيل تأسيس الحزب وأهدافه وغاياته بأن يكون له دور في الحياة الوطنية في كافة مجالاتها سياسياً واقتصادياً، واجتماعياً، وتربوياً، وغيرها.. فإنه من الممكن أن يكون في الأردن منذ خمسين عاماً منافساً لا يستهان به للإخوان المسلمين الذين سيطروا على الحياة الحزبية في الأردن على امتداد نصف قرن لأسباب لا يتسع المقال لشرحها.
الإيجاز الذي قدمه عدد من مؤسسي حزب إرادة كان الكثيرون يبحثون عنه عندما كنا ننتقد الحياة الحزبية التي آلت إلى الفشل في كثير من تجاربها..
من الواضح أيضاً أن "إرادة" تحت التأسيس قوامه الشباب وهم يشكلون نسبة كبيرة من تعداده وهذا الحال ترجمة فعليةً للتوجه الوطني نحو تفعيل الشباب في الحياة السياسية في البلاد ليكون عمادها في المستقبل كما نرغب جميعاً.
أكثر ما لفت نظري في الحوار ملاحظة السيد نضال البطاينة أن الحزب ليس خطأ أن يفكر بتشكيل الحكومة من خلال العمل على الفوز بالأغلبية النيابية ، وأن الحزب الذي لا يفكر بهذا الموضوع ليس حزباً حقيقياً ولن يكون لبنة مهمة في المدماك الوطني، والرجل محق بذلك فالحزب الذي لا يسعى إلى الانغماس في الحياة السياسية والتفكير بالبرلمان والحكومة هو جمعية تعاونية لا أكثر ولا اقل.
من المفروض على كل الاحزاب تحت التأسيس أن تنفتح على الناس سواء المستهدفين للعضوية أو غيرهم لتشكيل قاعدة عريضة من الأنصار، فأنصار الحزب هم الخزان البشري الحقيقي لأي حزب يريد ترجمة برامجه على أرض الواقع من خلال الفوز بالانتخابات، ولا زالت تجربة الإخوان ماثلة أمامنا.
إن كتب لحزب إرادة تحت التأسيس النجاح واستطاع مؤسسوه أن يعكسوا برنامجه على أرض الواقع، نكون بذلك أمام تجربة فعلية للحياة الحزبية في الأردن، وأنا هنا لا أسوق للحزب بل أشير إلى تجربة جديدة لافتة للنظر على الساحة السياسية الأردنية.