التربية وحاجتها الى الجهود الوطنية المتضامنة
فيصل تايه
11-09-2022 11:49 AM
بتنا مطالبين اليوم كأبناء وطن، خاصة في هذه الظروف التي تحتاج الى جهود تكاملية استثنائية لدفع وانجاح مسيرتنا الوطنية الى الامام ومعالجة اية اختلالات او انحرافات ، إذ لا بد من العمل على تشخيص الاخطاء وتصويبها بعيدا عن اية اجندات، فمن واجب كل واحد فينا بغض النظر عن موقعة وصفته الوظيفية، ان يكون فاعلاً في عملية البناء والاصلاح والمشاركة في صنع القرار، وان لا نقف مكتوفي الأيدي نرصد وننتقد ونشهر ونستقوي، دون التصدي لكل من يحاول التنمر على انجازات ومسيرة مؤسسات وطنية حجمها بحجم الوطن .
ما يدفعني للحديث ، هو ما تعانيه وزارة التربية والتعليم هذه الأيام من تحديات كبيرة غير مسبوقة ، وهو تحدي قبول اعداد كبيرة من الطلبة ، والتي فاقت كل التصورات ، فقد استقبلتها المدارس "رغما عنها" بكل همة ومسؤولية ، ومع تظافر كافة الجهود من معلمين ومدراء مدارس ومدراء تربية وقادة الوزارة من مختلف الادارات ، لكن وللاسف ورغم هذا الجهد الاستثنائي وتعب القائمين عليه ، ما زلت الوزارة تواجه انتقادات غير مبررة كما وتتعرض لتنمر غير مسبوق خاصة ممن نصبوا انفسهم قادة للمجتمعات ، ومع ذلك فهي ماضية في خططها نحو توفير بيئة مدرسية آمنه لكافة طلبتها .
وفي ذلك فلا بد من التأكيد ان الوزارة في هذه الفترة تأمل تظافر جهود جميع أبناء الوطن ، تلك الجهود التي من شأنها المساعدة في مواجهة هذا التحدي والنهوض بالعملية التعليمية حتى يكون المشهد بصورة تكاملية يخدم مصلحة الوطن ، وذلك بهدف انجاح المسيرة الوطنية التربوية واستقرارها ، وعلى رأس هؤلاء الذوات اصحاب السعادة النواب الكرام ، فالمطلوب منهم دعم مسيرة الخير التربوية ، ومساندة الجهود الوطنية لوزارة التربية والتعليم كل في منطقته ، والتي تسير نحو استيعاب كامل للطلبة ، والعمل يداً بيد كي تثبت للجميع انها قادر على صناعة الانجاز وانقاذ مؤسسة التربية والتعليم من اية معيقات قد تسبب ايه ارهاصات مقلقة جراء مجمل التحديات تلك .
لا بد من مشاركة كافة القطاعات الوطنية من اجل ان تتحول مدارسنا الى ساحة حراك عمل دائم ، لكل واحد من أبناء الوطن فيها دوره وعليه واجباته ، ساحة حراك لا مكان فيها للمتفرجين والناقدين ، وعليه فلا بد ان يستجيب الجميع في هذه الظروف والاحوال ل "الفزعة" بالمساهمة ودعم مؤسسة التربية التعليم ، كما وليس من المنطق ان يكتفي البعض بالتذمر والشكوى ويقف مكتوف الايدي ، ولا ينظر إلا تحت قدميه وكأنه يخاف رفع رأسه وسطوع الشمس في عينيه ، فلا يتقن سوى لغة الذم او التجريح ، ويتطلع الى الاخرين كي "يشمروا" عن سواعدهم نيابة عنه ، "فالميدان مفتوح يا حميدان" وبذلك فاولا واخيرا ، هو جهد وعطاء ، وولاء وانتماء ، فليبذل كل واحد منا كل ما يقوى عليه من فيما يقدم ، وليعط لهذا البلد ، كل ما تملكه نفسه من قدرات وطاقات ، ولنعزف جميعاً على سيمفونية واحدة وهي سيمفونية الوطن .
وأخيراً ، فإنني استغرب ممن يروجون لانفسهم ، ويستمرون بإطلاق التُهم والاستخفاف بكل رأي يعارضهم أو يخالف مصالحهم ، وهم يدّعون أنهم وحدهم أصحاب الرسالة في حب الوطن ، فدعوني اقول لهم : كفاكم الوقوف في وجه الإنجاز ، وليس من المقبول الضغط على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ووضعهم بين خياري التفاؤل والتشاؤم والتدخل في شؤون عملهم الداخليه ، ومحاولة التأثير على قراراتهم وإجراءاتهم من اجل غاياتكم المعروفة ، في الوقت الذي يحتاجون مد يد العون من أجل ايجاد معطيات ومؤشرات جدية توحي فعلاً بأنّ المشاركة من قبل الجميع في دعم الوزارة ضرورة حتمية .
بقي أن أقول ، ما هكذا تورد الإبل ، فكفاكم ايها السادة الاستمرار في الانسياق وراء كل ما يخدم مصالحكم ، وانتظار المنافع الوظيفية لمعارفكم واقاربكم ، على حساب حقوق الآخرين ، واياكم في الغرق في حبائل الوعود المتمترّسة خلف الجاه والمنصب ، وفي تضييع الوقت ومشاغلة الوزارة عن اولوياتها ، لكنني اقولها بصراحة "وامري الى الله" ، ان البعض يعمل سواء عن قصد أو من دونه ، ليبرّروا سلوكا يعيق العمل بل يسوّقون لأنفسهم قبل ان يسوقوا للوطن ..
والله ولي التوفيق