لا نملك المعلومات، لكننا نقرأ ونتابع الأحداث صغيرها وكبيرها سواء أكانت أحداثا عملية على الأرض أو تصريحات وتعليقات ومقالات ومواقف سياسية أو حتى غير سياسية، ونخلص من خلال الربط في ما بينها إلى تصورات وانطباعات.
وعليه، فإننا نرى بالبصيرة قبل البصر، أن هنالك من يسعى إلى جر الأردن وبصورة أو بأخرى إلى دائرة الفوضى، لا قدر الله.
حرب المخدرات التي لا تتوقف، والتي يخوضها جيشنا وقوانا الأمنية منذ زمن، ليست مسألة عبثية أبدا، خاصة ونحن نسمع أن هناك قوى وتنظيمات وحتى دول تقف خلفها وتدعمها، والمسألة ليست مخدرات وحسب، بل لا بد وأن هناك مناورات لتجريب الدخول إلى بلدنا من خلال هذه الحرب، وإشغال جيشنا وقوى أمننا بهذا الأمر كل يوم وليلة على نحو غير مسبوق، ليس أمرا عبثيا أبدا أبدا.
هذه الحرب المفتعلة وبإصرار، لا بد وأن جهات استخبارية لها يد فيها لغايات أبعد في نفس يعقوب!.
محاولات نكأ جراحات الماضي واللعب بثابت الوحدة الوطنية من خلال نشاط هنا أو هناك أو مقال أو تصريح مسموم، هي أيضا محاولات ليست بريئة أبدا، ولا بد من أن هناك من يلعب بالنار، لإشعال نار فتنة لا سمح الله , والهدف الأبعد هو صناعة الفوضى الهدامة كمدخل للتدخل ودخول جماعات ومجموعات كبرى إلى ساحاتنا تحت جنح الفوضى.
الفوضى، وبالذات في بلدنا، ولنكن صريحين ولا ندفن رؤوسنا في الرمال، ستكون لا قدر الله، وبالا علينا جميعا، ولا ندري إلى اين ستذهب بنا وببلدنا!.
ما أعرفه هو أن علينا جميعا، مسؤولين ومواطنين، الحذر الشديد في هذا الوقت الإقليمي الدقيق الصعب الحساس، وأن نعي أن أي تهاون لن يكون في صالحنا كلنا، لا بل سيكون سببا في دخولنا دائرة الفوضى الهدامة المدمرة.
هذا وقت مصارحة شعبنا وبلا وجل حيال ما يجري خلف حدودنا وداخلها معا. وشعبنا وبرغم ما يعاني من ضنك وفقر ومشكلات، هو أكثر شعوب الكوكب حرصا على سلامة وطنه، وجاهزية صادقة لا مزيفة أو مدعاة؛ للدفاع عنه وعن وجوده مهما كان الثمن.
قبل أن أغادر، أسأل الله السلامة لبلدنا دوما، وأرجو الله أن يكون حدسي خاطئا، لكنني أرى أن هناك من لا يريد بنا وببلدنا خيرا ويسعى جاهدا لإحداث شرخ ينتج فوضى تتيح له تنفيذ ما يريد في وقت ما، وهو الآن يختبرنا ويجند ربما بيننا أعوانا لساعة يريدها.
الله العلي القدير من أمام قصدي.