يقولون حياتنا شقاء وفي عيشنا سقم!
د.محمد البدور
10-09-2022 06:19 PM
هل اصبح شعبنا مهموم ؟
قد نقول معا نعم
لعل ما يؤرق راحة البال لمواطننا ويقلق طمأنينته ويزعج تفكيره ويجعله اشبه مايكون بصراع مع الحياة هو سوء حالتنا الاقتصاديه الوطنيه السائده والتي تتجلى ملامحها بعدم قدرة المواطن على التكيف وتكييف موارده الماليه او دخله المالي مع متطلبات حياته اليوميه مما يعني اتساع رقعة الفقر والعوز والحاجة بين شرائح المجتمع بكافة اطيافه.
مما يعني أيضا ظهور حالة من الممارسات الاجتماعية التي قد لاتكون مشروعة بين الناس والخروج عن كثير من القيم والاعراف الصالحة والتي كانت من دعائم الانتماء لوطننا .
ما نجده اليوم ان متطلبات الحياة ومواكبة الحداثة ومتطلبات العيش الكريم اصبحت تفوق القدرات المالية للناس مما انتج حالة من من اللارضا العام عن الحياة
مانجده اليوم غضب اجتماعي على الدوله وسوء علاقة بين الناس والحكومات والعبث هنا وهناك بمقدرات وطننا محاولات من الشباب للهروب الى خارج الوطن وقد عصفتهم الهموم ومشقة البحث عن امل يساعدهم ببناء مستقبلهم المنشود وهذا ما جعل مشاعر الخيبة والاحباط تعتريهم في ظل انعدام روح المبادرة التي يتسم بها الشباب لتشغيل انفسهم او ايجاد فرص عمل تكون من ابتكارهم ونتاج ريادتهم في التفكير وبناء الذات .
مزاجنا الاجتماعي متعكر واصبح الكل بحالة عصبية غير مستقره وبيئة اجتماعية هائجه ونحن نرى الجريمة بكل اشكالها مسارحها بالقرب من كل بيوتنا مخدرات ومشاجرات ومناحرات وغل وتفشي الفساد بالوانه هنا وهناك في الخدمات والمؤسسات وغيرها وغيرها.
ماذا بعد ؟.
ماذا ننتظر؟.
من المسؤول عن الحل ؟ .
لا اعتقد ان الحل سيكون بان يبعث الله لنا من جنده من يواسينا او يسلينا او يخفف همنا ويرفع عنا غمة العيش وضنك الحياة من رسوم جامعات وتعليم وصحة واجور سكن وغذاء ودواء.
ولا اعتقد اذا بقينا نتباكى على انفسنا ونندب حظنا ونستغيث بغيرنا اننا سنجد من ينقذنا من شدتنا ويؤمننا من خوف او يغنينا من جوع لابد من رجالات يؤمنوا بأمانة المسؤولية والضمير الوطني والإنساني ويخافون من ألله فيما يتوكلون به من واجب ومسؤوليات.
لن تنهض هذه الامه ولن ينهض هذا الوطن الا بالصادقين الشرفاء الصالحين من ابناءه الذين يتبؤون مراكز صناعة القرار علينا ان نعمل لانفسنا ونجتهد بارزاقنا المشروعة بما يرضي الله وترضى عنه ضمائرنا علينا ان نلهج بالدعاء الى الله ان يمن علينا برجالات تتحمل الامانة بما لايغضب الله.
اليوم لكم وغدا لابنائكم فما يدريكم الى اي منقلب تنقلب فيهم الحياة اسسوا لوطنكم قبل فوات الاوان.
الحق والعدل والمشروعية ومواجهة الفساد واحياء الضمير وسيادة القانون من دعائم الاصلاح وبناء هذا الوطن الامين وكلكم مؤتمنين