لا تتوقف أخطاء اللغة العربية والاستمرار في تخطيئها كتابةً ولفظاً مما يدعو جهات الاختصاص للتدخل بالتصحيح وإقرار التهجئة السليمة واستخدام اللغة العربية الجميلة بوسائل الإعلام التي تنتشر في الشوارع والأحياء والتي تستوجبُ ترخيصاً لرفعها. هذا موضوعٌ هامٌّ ومُقلقٌ لكنه باب الدخول لموضوعِ هذه المقالة. والشيئ بالشيئ يُذكرْ، فلا تفوتني إعلاناتٌ عن تظليل نوافذ السيارات و قد كُتِبَتْ "تضليل" و هو خطأُ استبدال الضاد والظاء عند البعض. لكنه في هذا المجال فعلاً تضليلٌ بالتظليل!
والذي استثار العجب ما قيلَ عن قرارٍ بزيادة نسبة التظليل ل ٥٠٪ من ٣٠٪ و كأن أحداً من المظللين كان التزمَ بالثلاثين قبلاً فمعظمهم لا يرضى حتى بالخمسين. والتبرير الذي سِيقَ هو لحمايةِ المواطنين من الشمس؛ هذا و نحن نودع الصيف و نستقبل الخريف. و لو كان المنطقَ هذا سليماً لصدرَ آخر الربيع. لكنه ليس صحيحاً و لا منطقياً و لو في ذروةِ الصيف.
التظليل السوداوي ينتشرُ مسبباً إرباكاً في حركة السير وخطورةً لا تفوت الخبير مما يمكن أن يحدث و يكون في سياراتٍ لا يُعرفُ راكبيها علي الفور. لقد مررنا جميعاً بسياراتٍ مظللةً يقودها من لا تراهُ فلا تعرف أين ينظر و إن أراد تغيير المسار يفعل ذلك دون إشارةٍ ضوئية و يتصرف و كأنه و السيارة أشباحاً لا يجب رؤيتها. ببلدان مجاورة أسموها "الشبح" لتملكها ممن لهم السطوة الظالمة. و عندنا هي ليست كذلك و لكن اختفاء سائقها و الركاب وراء ستار التظليل لا يدعو للراحة.
القيادة السليمة تتطلبُ وضوحاً في رؤية السائق و تقدير انتباهه و مدى حرصه علي سلامة القيادة. و مع التظليل الجائر تختفي هذه الميزة الهامة للقيادة، و مع السرعة و مع الاستهتار الذي نراه سيقود التظليل للمزيد من مآسي الشارع. و أسوقُ مثلاً المشاة الذين يرون سيارة مظللةً و لا يعلمون حقاً إن سائقها يراهم لأنهم لا يرونه و تكون المصيبة عندما يقطعون الشارع فإذا هم ضحايا.
قرار التظليل غير صائب. هذا هو رأيي الشخصي ومن تجربتي في القيادة لأربعة عقودٍ ونيف ببلدان عُرِفتْ بالقانون الصارم و أُخرى بكسرهِ دون كثيرَ اهتمام. و نحنُ من الفئة الأولى كما يجب. و قد لا يجد هذا الرأي هوىً أو استجابةً و لكن زيادة التظليل لن تأتي بخير. و الله الحامي.