وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تأجيج العنف
د. زيد محمود الشمايلة
08-09-2022 01:23 PM
تجيء هذا المشاركة بسبب اقتراب الموسم الكروي على الانتهاء والذي تنمى ان ينتهي دون حدوث ما يعكر صفو المجتمع ودون أن يكون هنالك تأثيرات داخل بنيان المجتمع، فقد اشتدت حدة التنافس بين مشجعي الأندية حيث وصلت إلى نظام الفزعة والتميز المسيء، فهنالك تبعات تفرض نفسها على المجال الرياضي خاصة وقد تصل الى مجالات أخرى كالجامعات والمدارس أو فئات الشباب عامة .
ومن هذه التبعات التأثير الكبير السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الإسهام بنشر الاخبار والمعلومات والبيانات والتشجيع والتخذيل بين مشجعي الأندية ومتابعي الرياضة عامة إلى أن وصلت إلى الربط بين بعض الأندية وبعض الاماكن الخاصة كالمطاعم والمقاهي التي تنحاز لنادٍ عن آخر محاولة كسب مشجعي الاندية زبائن لديها لأسباب مادية.
وللعلم فإن دور وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج العنف بين المشجعين دور ذا تأثير كبير، فقد يكون مؤثرا قبل المباريات بالتحضير لها من خلال كتابة التعليقات والإشارات والتلميحات والاساءات التي تنحاز لطف عن طرف وحينها ما أن يصل المشجعين إلى المباراة وهم مشحونين بكافة أنواع المؤثرات الخارجية والتي ستنفجر حتما أثناء المباراة وقد تستمر إلى ما بعدها لانه سيكون هنالك من هو راضٍ عن النتيجة ومن هو غير راضٍ، وهذا الوضع الحاصل بكل المباريات.
كما أن تاثير وسائل التواصل الاجتماعي قد يصل أثره إلى بعض مسؤولي الاتحاد والأندية من خلال الإساءة لهم أو مدحهم وتشجيعهم للإستمرار بما يقوم به من أعمال، علما أن هذه الإشارات والالفاظ لحظة خروجها في عالم التواصل الاجتماعي كالطلق الناري إن خرجت لا يمكن إيقافها ولا يمكن توقع آثارها الجانبية .
وتفسر هذه السلوكيات من خلال وجهة نظر المختصين، من أن الإنسان بطبيعته يتأثر بما يحيط به من مؤثرات خارجية حيث سلوكه الذي يكون كردة فعل بما يتأثر به لأن النفس الإنسانية تنتج سلوكياته نتيجة لعدة عوامل قد تكون من خلال تنشئته الأسرية والتي تساهم في صقل شخصيته خلال فترة الطفولة ثم استمرارها في التأثير بسلوكياته إلى مرحلة المراهقة، خاصة أن تأثير الأقران وزملاء الدراسة لها ادوار كذلك تصرفاته لكي يواكب من هم في جيله وفي مستواه الفكري والعمري، وعند الوصول إلى سن المسؤولية القانونية فإن الشخص يكون مدركاً لكل أفعاله وعالما بنتيجة سلوكياته ومع ذلك قد ينجرف نحو التصرفات الهوجاء ويترتب عليه أن يتحمل نتائج أعماله المؤذية للآخرين.
والمشكلة الكبرى التي تعاني منها غالبية مستخدمي التقنيات الحديثة هو عدم قدرة البعض من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة السليمة الايجابية، لأن التقدم التقني لم يواكبه تقدم فكري يوازي التقني بالتالي حدوث فجوة بين القدرة الفنية مع القدرة الفكرية لاستخدام هذه التقنيات بالإضافة إلى أن غالبية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في هذه المشكلة هم من الشباب .
وأخيرا، لا بد من تكاتف بين أكثر من جهة لإيصال رسائل توعوية وارشادية وتثقيفية لهذه الفئات توضح لهم مخاطر ما يقومون به على أنفسهم وعلى مجتمعهم وأثره على الأمن المجتمعي بشكل عام.
د. زيد محمود الشمايلة
رئيس قسم علم الاجتماع /جامعة مؤتة