يقول الشاعر حطان بن المعلى:
لولا بنيات كزغب القطا رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا اكبادنا تمشي على الارض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض
هم أولادنا فلذات اكبادنا ولدوا على الفطرة والطباع السهلة فإذا قوبلت انفسهم بنوع من الأخلاق نقشت في لوحة ادمغتهم وكبرت معهم حتى تأخذ أطراف النفس البشرية وتصبح راسحة ومتجذرة.
الأب يرقى بسلوك أبنائه صعودا في مدارج المثل العليا والمكارم الرفيعة ويغرس فيهم الفضيلة والرحمة فيخرج للمجتمع جيل واع.
الأبناء ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة وبهم نصول على كل جليلة فإن غضبوا ارضيناهم وان سألونا اعطيناهم ولسنا عليهم حملا ثقيلا.
والوالدان يربيان ابناءهما التربية السليمة المستمدة من عقيدتهم واصالتهم وينؤون بهم عن خوارم الأخلاق حتى إذا عصا الابن أباه قومه وصحح مساره وقربه إلى جادة الحق وان شاء أنبه وأدبه وهذا من حقوق الآباء.
الوالدان يمنحان ابناءهما الحرية المسؤولة في إطار المنهج الحق والعادات والتقاليد ولهما عليهم طاعة وانصياع وان اقتضى الأمر إطلاق الثواب والعقاب.
ثقافتنا في تربية أولادنا لا تكون مستوردة من ثقافات اخرى معوجة، وإنما تنبع مما تمليه علينا ضمائرنا ومما لا يخرق منهجنا ولسنا بتابعين ومقلدين لما ترفضه الفطرة السليمة وبنيان المجتمع واعمدته.