الاصلاح السياسي: بين الإيمان والتشكيك
قيس زيادين
07-09-2022 09:46 AM
لا يخفى لمتابع، انه وبعد اقرار قوانين منظومة الاصلاح، استطيع ان اقول ومن ناحية نظرية انها تقدمية وتشكل خارطة طريق للاصلاح لطالما انتظرناها، لكن ومع ذلك علينا الاعتراف انه ما زالت الاشكالية بين النظرية والتطبيق شائكة لا بل صعبة.
جزء لا يريد الاصلاح ولاسباب معروفة، فهم يفضلون الوضع القائم والابقاء على الثنائية التاريخية المستهلكة سياسيا بين التيار المحافظ والاسلام السياسي بألوانه ثنائية مريحة للطرفين في المعادلة وهذا مفهوم.
هنا لا اوجه اصابع اتهام لجبهة العمل، لكن قد يكون خيار استمرار الاصلاح او عدمه سيان لهم، فنلاحظ خطابا تشكيكيا سوداويا تارة او استقوائي يحمل كلمات تهديد تارة اخرى ما قد يرعب الكثيرين من الاصلاح نفسه.
الجزء الآخر هو طرف المعادلة الغير مهتم او غير متابع اصلا، هو الجزء الذي فقد ثقته وتلك ثقة يجب ترميمها بأسرع وقت لانها مصلحة وطنية عليا تتعلق بعلاقة المواطن ودولته.
الجزء الثالث والاهم، هي القوى المثقفة سياسيا والتقدمية الديمقراطية التي تمتلك الخبرة والمصداقية لكن بعضا منهم ينظر نظرة سوداوية مشككة للأمور لعدة اسباب أبرزها قد يكون ما يحدث على الساحة الحزبية ومن من يتصدر المشهد، فهم غير مقتنعون او مصدقون، ما سيترك فراغا كبيرا قد يؤدي بالنهاية الى فشل الاصلاح ليس من ناحية نظرية قانونية بل عملية، من خلال اعادة انتاج نفس مشهد الثنائية مجددا وبالتالي كانك "يا ابو زيد ما غزيت".
بغض النظر عما تضمر بعض النفوس، وبعيدا عن الصعوبات او التعقيدات، لكن على القوى التقدمية والمدنية واليسارية لملمت انفسها و عدم اضاعة فرصة تاريخية دون المحاولة على الاقل، فإن نجحنا نكون استفدنا من فرصة تاريخية وتقدمنا بالوطن، وان لم ننجح لأي سبب نستطيع يوما ان ننظر الى الخلف بعد سنين عديدة ونقول لابناءنا اننا حاولنا ولم نيأس وضميرنا مرتاح.
اليوم الساحة من الوسط الى اليمين اصبحت واضحة المعالم وتعمل وهذا حقها، فاليمين المحافظ اصبح عنوانه حزبين "ارادة والميثاق" و الاسلام السياسي ممثل بالائتلاف الوطني "زمزم والوسط الاسلامي" وبجبهه العمل الكفة غير متوازنة، فمن الوسط الى اليسار الأمور حائرة والقوى التقدمية المدنية واليسارية بسبات وتوهان.
لنحاول لأن الاغلبية الصامتة قد تفاجئنا.