الجيش المصري وقناة العقبة البحرية
د. حازم قشوع
06-09-2022 11:08 AM
يعتبر الجيش المصري من الجيوش العربية التي يعتد بها، ليس فقط من واسع قدرته لبناء حمايات امنية تحمي سياج الوطن او امتلاك منظومة عسكرية تكفل سلامة الوطن وأمن اراضيه لكن لما يميز المؤسسة العسكرية المصرية من واسع قدرتها على رفد مسارات البنية التحتيه وكذلك المساهمة بدعم العجلة الاقتصادية المصرية، وهو ما جعل من الجيش المصري يشكل علامة فارقة في البنية التحية بعدما استطاع تشكيل نماذج بنائية في ميادين التنمية المختلفة تمثلت بتشييد المدن التي تقف على رأسها مدينة العلمين والعاصمة الادارية وشق الطرق ومد الجسور، وكذلك ترسيم القنوات البحرية التي كان آخرها مشروع توسعة قناة السويس، وهو المشروع الذي نجحت المؤسسة العسكرية عبره من تقديم نموذج ريادي وتنموي عالي المستوى عندما انتهت من ترسيم توسعة قناة السويس في فترة زمنية قياسية لم تتجاوز الستة شهور وبتوسعة امتدت ل 86 كلم وفي عرض 120 مترا وفي اكثر من مائة متر .
الأمر الذي جعل من المؤسسة العسكرية المصرية تتصدر قائمة المؤسسات العسكرية العالمية في العمل المهني والهندسي لما تحوية من خبرات معرفية وموارد بشرية مدربة ومنضبطة وآليات لوجستية كبيرة وكثيرة ومتنوعة تم استخدامها بتوسعة قناة السويس كما في مشاريع بناء المدن وشق الطرق وتشييد الجسور، وهو ما جعل من المؤسسة العسكرية تعتبر عنوان الاستثمار يمكن الاعتماد عليه والإستفادة منه في أغراض متعددة لما تمتلكه من خبرات معرفية وما قدمته من مشاريع غدت تشكل نموذجا متقدما .
وهو مضمون الحديث الذي دار داخل مكتبي في القاهرة مع قيادات من الانتاج الحربي وما شجعني لطرح فكرة تعاون ومشاركة تقوم على فتح قناة بحرية من رأس العقبة البحري تمتد الى 40 كلم شمالا من الزاوية الشرقية للعقبة وليس الغربية منها وهو ما يجعل من مدينة العقبة قادرة على التوسعة وتشكيل شاطئ صناعي بطول 40 كلم وبمحيط يتجاوز 80 كلم في عرض 100متر وعمق في المتوسط 15 مترا، على ان يشمل هذا المشروع محطة تحلية على الطاقة الشمسية، ويأتي ذلك كله من على ارضية تشاركية بين الجيش العربي والجيش المصري وسلطة العقبة.
الفكرة التي لاقت استحسانا من قبل قيادة الانتاج الحربي وبدأ المهندسين بالتصميم وايجاد تصور موضوعي يمكن تقديمه بطريقة علمية مدروسة تأخذ بكل الأبعاد الطبوغرافية والجيولوجية والاستثمارية وتقدم رؤية يمكن تجسيدها على أرض الواقع، وهو ما يبرهن ان المؤسسة العسكرية المصرية ليست مؤسسة وطنية فقط بل مؤسسة قومية وتنموية رائدة .
وهذا ما يمكن استنباطه من درجة الاهتمام والجدية التي أبدتها المؤسسه العسكرية المصرية بفكرة بث شريان رئيسي في العقبة يعيد المياه الى ما كانت عليه مجاريها في السابق قبل الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة والذي أدى الى حصر مياه العقبة على امتداد 40 كلم لتكون على شواطئها الحالية.
وهو المشروع إن تم ترسيمه سيعيد صياغة تاريخ المنطقة بعودتها الى ما كانت علية من قبل ويجعل من هذا المشروع رياديا وتاريخيا في آن واحد، بالاضافة لكونه تنمويا واستراتيجيا للدولة الاردنية كما للحوض التنموي في البحر الاحمر، كما ان هذا المشروع سيجسد عمق العلاقة الاردنية المصرية التي غدت اكثر قوة ومتانة بعهد جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.