الثقافة المستنيرة هي القاعدة الاساسية والرافعة الاولى والاهم لأي مجتمع ودولة لانجاز مشروعهما النهضوي لا يتقدم عليها عامل آخر لأنها تمثل مضمون القيم الفردية والجمعية الفاعلة نظرياً وسلوكياً للمجتمع، والقوة الرافعة له لاستكشاف الرؤى وبناء الطموح وبناء الارادة وبعث روح العمل والتعاون وكل ما من شأنه تهيئة الوسائل والادوات اللازمة للنهوض.
تطوير ثقافة مجتمعية مستنيرة هو ولا شك صناعة مشتركة بين المجتمع ممثلاً بمؤسساته الاهلية وبين مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الحكومة.
يبدأ التطوير من نقطة العقد الاجتماعي حيث يتقدم الدور الحكومي على الدور الاهلي في بداية نشأة الدولة إلى أن يتماهى الدوران وتربطهما علاقة تفاعلية وتبادلية في اطار الشراكة والتعاون ليصبحا معاً الضامن الدائم لحماية ثقافة النهوض وتطويرها وإدامتها.
ضعف المساهمة الحكومية في بناء الثقافة النهضوية، والضعف الاكبر في منظومة المجتمع المدني أفرز تراجعاً في الثقافة العامة للافراد والمجتمع والشواهد على ذلك كثيرة وكبيرة لم تعد تخفى على احد. ومنها:
- سلوك الناس لا يتطابق مع شعاراتهم .
- الانتماء الفرعي يتقدم على الانتماء للمجتمع والدوله .
- احترام القانون في اضعف حالاته .
- المصلحه الشخصيه تتقدم على المصلحه العامه .
- التعاون والعمل بروح الفريق يعاني من ضعف كبير .
- المجتمع لا يحترم الرأي الآخر ولا يؤمن بالحوار .
- المجتمع لم يعد يقدر قيمة العمل .
- مجتمع لا يحترم قيمة الوقت .
- الموظفون لا يقومون بواجباتهم ولا يخدمون الجمهور باخلاص .
- -عدم المحافظه على الاملاك العامه .
- المحافظه على البيئه والنظافه العامه في اقل مستوياته .
- مجتمع يتسلى على الاشاعه .
- السلاح لا يزال سيد الافراح والانتخابات .
- مواكب الخريجين دليل على الفوضى والانفلات .
- التفاخر بالانفاق والمظاهر وجاهات الافراح العرمرميه .
- ترك النفايات في مواقع التنزه .
افراد ومجتمع هذه هي ثقافتهم سيكونون ولا شك العقبه الكبرى أمام انتاج مؤسسات رسمية للدوله قادره على القيام بمهام نهضويه وقيادة التغيير في ثقافة المجتمع وابرزها :
- الالتزام بقواعد الدستور .
- تنفيذ القانون بعدالة اولاً وبحزم ثانياً .
- وضع خطط وبرامج تنفيذيه على كافة المستويات لتطوير الثقافه المجتمعيه .
- انتاج سلطة تشريعيه تتولى مسؤولياتها بكفاءة ونزاهه .
- انتاج سلطة قضائية مستقله ونزيهه .
- انتاج سلطة تنفيذيه تدير الشأن العام بكفاءة ونزاهة وتمثل نموذجاً ريادياً للمجتمع .
- محاربة الفساد بصورة منهجية ودائمه .
- اعتماد الحريه والعداله والشفافيه قيماً اساسيه للدوله .
- انتاج ادارة عامه تبعث في المجتمع روح الثقه بمؤسسات الدوله .
نتمنى ان تكون مبادرات جلالة الملك على الصعد السياسيه والاداريه والاقتصاديه ثورة بيضاء على طريق التغيير الشامل للنهوض بثقافة المجتمع والدوله . فلا نفوت هذه الفرصه لتكون خارطة الطريق للمئويه الثانيه لشعبنا ومؤسسات دولتنا .