ليس من الإنصاف وصف السائل عن أرض الأردن "بكاره"
حاتم القرعان
05-09-2022 03:39 PM
عن الأحداث والإشاعات المتعلّقة بالمدينة الورديّة البتراء، وما يخص بيع منطقة أم صيحون تحديداً، أوردت مقالاً بعنوان أم صيحون إلى أين!
وكان حالي حال الكثير من أبناء الوطن الذين تأتيهم الأخبار المؤلمة جزافاً فنضطر لفهم الأمر وواقعه وتفسيره، وهذه الوقفات المختلفة من أبناء الوطن الغيورين من منطلق الخوف على الوطن وعدم التّفريط بها مهما تعاظمت الأثمان والبدائل، فقرأنا عن أم صيحون السّطور كلّها وإلتمسنا طريقين إليها، الأول الوجع التي تعيشه المنطقة من خلال الطّعن بخاصرتها من خلال الهرب عن النّظر بحالها وحال أهلها والوعود المنتقصة بحقهم، والثّاني جوهر هذه المنطقة سياحياً لملازمتها بمدينة العجائب الدّنيا السبع (البترا)، فما كان لذلك الموقع إلّا أن يؤهل أهلها وتدويلهم باللغات ومعاجم المعارف والثّقافات، فكانوا عنواناً للجمال تمتزج فيه حضارتهم البدويّة مع الإنجليزيّة، فبمجرد مرور تلك الإشاعة عن بيع أم صيحون لرجل أعمال يهودي بين نيّة الشّراء والتّحقيق، أجبر الكثير من أبناء الوطن الكتابة بدافع التّقدير لمقدّرات الوطن، والخوف على ذرات التّراب، التي آلمتها مطامع المكاسب وأقدام المُتزلّفين، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو تغطيتها بدولار أخضر !
جاء رد دولة الرّئيس عاجلاً " قلّة من كارهي الوطن ، يرددون مزاعم وإفتراءات كاذبة تتعلّق ببيع مقدّرات الوطن "
نقدّر إهتمام الرّئيس ونثمّن الرّد، ثمّة تفاصيل جاءت مع هذا الرّد وأعتقد أن مقالتي السّابقة ختمت بعدة حاجات شعبيّة ومطالب ضروريّة "من حقنا نعرف" ومن حقنا نخاف على أرضنا.
الكتابة عن أوجاع الوطن ليس كراهية، والبحث عن وقف الشّائعات ليس إفتراءات، لأنّ الإعلام الأردنيّ أجمع تناقل الخبر، فليس من الإنصاف دولة الرّئيس أن يتم وصف من يسأل عن أرض الأردن "كاره" فإن أقل ما يمكن أن نقدمه أن نلاحق الحقيقة ونظهرها لينعم الوطن بحالة من الإستقرار ووقف العشوائية.
في ذات الوقت الذي إنتظرنا بهِ الإجابة عن ذلك، جاء الرّد، ولكن مختلفاً ويغض الطّرف عن أهميّة الإجابة بموقعها وزمانها.
من يكتب بقضايا الوطن ليس كارهاً، ومن يحمل هموم النّاس ليس كارهاً، ومن يبحث عن الحقيقة ليس كارهاً…
من يبحث عن الفكرة والفرصة ليس كارهاً أيضاً، نحن بحاجة حصر الفكرة لا قتلها.
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين