ذكى .. قرأتِ قانون حقوق الطفل
بسمة العواملة
05-09-2022 08:42 AM
ذكى هذه الفتاة الجميلة، والتي لوحت شمس عجلون ملامحها الاردنية الأصيلة، كم تمنيت أن التقي بها عن كثب لأعبر لها كم نحن جميعا فخورون بها وبإنجازها الغير مسبوق، ومن أنها احيت بنا عشقنا للبداوة وبيت الشعر وإحترامنا الكبير لمن ظل ملتصقا بأرضه يزرع ويحصد الأرض ويرعى الأغنام، هذا المزيج من التمسك بالأرض والجذور الى جانب الأصرار على مواصلة السير في طريق العلم رغم جميع الصعوبات وضيق ذات اليد.
ذكى جعلتنا نعيش في حالة من الدهشة والإنبهار، وبين الإعجاب والكثير من التساؤلات التي جالت في عقل الكثيرين منا، أكاد أجزم أن هذا الأب لم يقرأ عن برامج تمكين المرأة، ولم يحضر يوما مؤتمر ورشة او حتى ندوة تتحدث عن حقوق الطفل او المرأة، وأكاد أجزم بما لا يدع مجالا للشك، بأن ذكى لم تقرأ قانون ولا إتفاقية حقوق الطفل.
فلربما لو قرأته لاعترضت على تكليفها برعي الأغنام ومسؤولية حلبها وجز صوفها، ولربما اعتبرت ذلك من قبيل الاستغلال الإقتصادي لها يندرج تحت بند الإجبار على العمل، بالطبع هذا التصور من قبيل الإفتراض ليس اكثر .
الملفت في الأمر والذي يدعونا الى التوقف كثيرا، أن مشاركة ذكى وتحملها لجزء من المسؤولية في إدارة شؤون اسرتها، لم ينعكس سلبا على شخصيتها ولم يؤثر على سلامتها النفسية او البدنية ولم يمس بتوازنها التفسي او العاطفي بأي صورة من الصور او بأي شكل من الأشكال، بل على النقيض تماما لقد رأينا فتاة يافعة واثقة من نفسها، تمتلىء كبرياء وفخرا باصولها وتعتز بمشاركتها لعائلتها في تحمل الأعباء والمسؤولية، تتحدث بكل عزيمة وإصرار عن حلمها وطموحها الذي يصل عنان السماء.
لقد تابعت معظم الحوارات التي أجريت مع ذكى بمختلف الوسائل الاعلامية والالكترونية، كنت أتمنى لو أن احد هؤلاء الإعلاميين قام بالطرح الأهم بدلا من التكرار الممل لذات الاسئلة التي لا تضيف للحوار اي مضمون او جديد، وذلك بسؤالها عن رأيها في قانون حقوق الطفل وبنوده، فذكى تملك من الذكاء والفطنة ما يجعل لرأيها أهمية ووزن، فهي إبنة هذا الوطن بهويته عاداته تقاليده وأمنيات ابنائه، الأقرب الى نبضه وجذوره.
لماذا لا نشارك هذا الجيل الفتي بصياغة القوانين ورسم السياسات المستقبلية، فهم يملكون نظرة واعدة للمستقبل، ورؤية تنسجم مع احلامهم وطموحهم، كما أن ذلك يمثل تكريسا لحقوقهم في المشاركة في صناعة القرار، كيف لا وهم الجيل القادم الذي نعول عليه كثيرا في إحداث التغيير الذي نطمح ونريد .
لقد مللنا من ذات الاسماء وتكرار ذات الوجوه، نريد أن نرى ذكى وغيرها من أبناء هذا الوطن المميزين يعبرون بالدولة الأردنية الى المئوية الثانية بكل ثقة وعزيمة .
وأخيرا اقول لك أيتها الفتاة اليافعة، حلقي باحلامك ولا تتوقفي، وارسمي مستقبلك بألوان تتزهو بطموحك، فالحياة تليق بك .