نؤمن ان الصراع البشري سمة من سمات واقع البشر وطبائعهم وسجاياهم حينما يغيب الضمير وتغلب المصالح الذاتية على المصلحة العامة وحينما تغيب موازين الحق وينطفىء سراج العدالة ويضمحل بصر الحق وبصيرة السلام والسلم ويسود الظلم والبطش والطغيان ويغلب الخير على الشر وتنأي سجية النفوس عن الحقيقة.
نعم لقد أدبر العرب مولين إلى ظلام دامس وحقب زمنية مظلمة وصراع فتاك وتخلف أخاذ تاركين خلفهم عزة وانفة ونعيما وكرامة كانت تحيط بهم وانحدروا إلى الحضيض في علاقاتهم وانتاجهم وانجازاتهم حتى أصبحوا مضربا للمثل في كل مقام وحين ونزعت هيبتهم وأصبحوا سوقا لإنتاج الغرب والشرق ومحلا لصراعات الأقوياء بحيث يسودهم الضعف وألهوان.
صراعات القوى الأجنبية جعلتهم يتغولون على العالم العربي ونهب خيراته والسيطرة عليه وجعله تابعا لهم ويلهث وراءهم لينال رضاهم وان كان على حساب الأوطان ومصالحها فاشعلوا فيه الصراعات الدخلية والازمات والاقتتال وزرعوا فيها تنظيمات متطرفة استنزفت طاقاته واقتصاده وقواه البشرية واشغلته عن اقامة بنيانه وزراعته وصناعته وتجارته وتقدمه واضحى اسيرا مقيدا يسير نحو التخلف والانحدار.
وتقوقعت كل دولة على نفسها بموجب التقسيمات الاستعمارية وانشغلت بألمحافظة على البقاء ايا كانت حالتها ورقدت في سبات عميق.
فهل يصحو العام العربي ليرى كيف يدار الصراع في العراق وليبيا وسوريا واليمن وماذا آل اليه الحال في تونس والجزائر وغيرها وهل من عبرة لمن يعتبر.