سأبدأ كلامي بمقدمة تقليدية "مقصودة" : "حسنا فعلت إدارة معرض الكتاب ال21 بتكريم الشاعر والكاتب الدرامي د.وليد سيف " والشكر يشمل أصحاب أو "صاحب الفكرة" واللجنة المنظمة للاحتفالية والمشاركين في الندوة: الناقد فخري صالح والدكتور رزان ابراهيم ومدير الندوة الزميل معن البيّاري، وحتى الذين جاءوا للمكان ليحتفي الجميع بواحد من أعلام الأدب والدراما "المميزة" في عصرنا الحديث، ذلك أننا ومع كل التقدير للدور الذي نهض به وليد سيف في مجال القصيدة العربية منذ أواخر الستينيات، عندما أصدر ديوانه الأول (قصائد في زمن الفتح 1969) وما تلاه (وشم على ذراع خضرة 1971) و (تغريبة بني فلسطين 1980).
هذه المجموعات الشعرية الثلاث وان كانت قليلة، إلاّ انها بشّرتنا بمثقف من طراز عالٍ ، اإاّ أن ثقافته " الواسعة " وإحساسه بأهمية الدور الذي تلعبه الدراما التلفزيونية في حياتنا ، جعلتنا نفتخر به كأردنيين ومن ثمّ كعرب ، كواحد من صُنّاع الكلمة " الدرامية " الراقية، والتي ترجمتها اعماله العديدة والتي كان ابرزها " التغريبة الفلسطينية " ومن قبل " مجموعة مسلسلات الاندلس " بما تحمله من دلالات فكرية وسياسية وتاريخية.
وإنني "كواحد من معجبيه" أُشفق عليه ، من الجهد الكبير في مشروع تحويل "تلك الأعمال التلفزيونية" إلى "كتب" بهدف زيادة مساحة المعرفة للجيل الذي ربما لم تُتح له متابعتها وقت عرضها قبل عشرات السنين .
فهذا "المشروع" ينال من صاحبه جهدا غير عادي، بل والمؤكد انه جعل الكاتب "يعلن الاعتكاف الأدبي" والبعد عن "الاضواء" وهي من سمات الدكتور وليد سيف.
تكريم صاحب "الشاهد المشهود" وهذا عنوان "سيرته" في حياته ، وبالطبع نتمنى له دوام الصحة والعافية وطول العمر "جاء في زمن نحتاج فيه الى إعلاء الكلمة والتأكيد على أهمية "الكتاب" كأساس للمعرفة.
لهذا، أثمّن فكرة التكريم في " معقل المعرفة " وأعني معرض الكتاب.