أنا لا أدعي الثقافة، وأظنني من أدعياء الثقافة فمشروعي لم يصل إلى المستوى المطلوب بعد. وعلى الرغم من ذلك، تدهشني الأجواء الثقافية حين تكون متعالية جداً على الواقع!

قيل لي "يا زينة أنت مثقفة وروائية، كيف تكتبين عن الفيصلي وأنت تعرفين مستوى متابعي كرة القدم المحلية الثقافي؟؟؟" سؤال به من العجرفة ما يستفزّ الكرامة.

وسؤالي المقابل هو: أين أنتم يا كتابنا عن كرة القدم المحلية؟ لا أجد أن الكثير منكم يخجل من الكتابة عن برشلونة وريال مدريد وسيري آ، والبريمير ليج؟

وكأن "البريستيج الثقافي" يمنع المثقف الأردني من الانخراط بموضوع محلي مهم لطيف واسع من الشعب شاء من شاء وأبى من أبى، وهذا الطيف لا يقل أهمية عما يسمى "النخبة المثقفة" فهذه الفئة مثقفة كروياً ثقافة لا تقل حجماً عن أي نوع آخر من الثقافة.

أنا على قول عرار:

قالوا ذوو الشأن في عمان قد برموا

بمسلكي واصطفائي رهط مجان!

واستنكروا شرّ الاستنكار هرولتي

إلى الخرابيش مع صحبي وندماني

ما كان أصدق هذا القول لو عرفت

عمان مذ خلقت إنسان ذا شان!

أنا آكل بالشوكة والسكين، وآكل بيدي أيضاً. أتحدث الإنجليزية والفرنسية، والمعانية حين أغضب! أكتب الأدب وأحجز على الدرجة الثانية مع مشجعي الفيصلي ولا أحب الدعوات إلى المنصة! تغيير درجة الزرقة في تيشيرت الفيصلي قضية محورية بالنسبة لي ولا تقل أهمية عن قضاياكم "النخبوية".

ماذا على الناس من فقري، ومتربتي؟

ماذا على الناس من ضنّي وإحساني؟

ماذا على الناس من حبي مكحلة؟

بين الخرابيش أهواها وتهواني؟