facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أحمد ماضي وسميح قاقيش: العمران والفلسفة


د.مهند مبيضين
01-09-2022 12:13 AM

من بين الأساتذة الذين يمكن التوقف عندهم في الجامعة الاردنية وتاريخها المشع طوال ستة عقود من تاريخ الدولة والمجتمع، يحضرني ويعجبني مواظبة الدكتور احمد ماضي في الدفاع عن الفلسفة وحضورها، والإصرار على العمل الفلسفي والمتابعة للسؤال الفلسفي العربي والغربي، وهو رائد من رواد الفلسفة والعمل السياسي والحزبي، وهو من نفر من الأردنيين الذين عملوا في السياسة مبكرا منتصف القرن المنصرم، لكنه التزم الدرس الجامعي وراح الرفاق يخدمون الدولة في مواقع وزارية وتنفيذية مختلفة.

في مقابل صورة الفيلسوف ماضي الذي حضر في كلية الآداب بالجامعة الأردنية لعقود، هناك صورة مدهشة لعالم هندسة البناء والخرسانة الأستاذ الدكتور سميح شاكر قاقيش، هذا النبيل هو طود معرفي كبير وخلاق وذو خلق وحضور فريد، يحبه الطلبة والموظفون، وهو معطاء ولا يبخل بعلمه، ويحاول دوماً أن يقدم النصيحة في أي بناء يرى أنه ممكن التدخل في تعديل اخطائه. وقد اسهم في تأسيس جمعية الخرسانة الأردنية، وفي وضع كودات البناء الوطني الأردني : كودة جسور الخرسانة الانشائية للطرق وغيرها.

عمل قاقيش وماضي في المواقع الاكاديمية الجامعية مدرسين ورؤساء اقسام وعمداء واعضاء مجالس امناء، وكانا في مواقفهما نموذجا في احترام الحريات العلمية والدفاع عنها، وفي عدم الدخول في المنطقة الرمادية ولهما موقف واضح من دور الجامعة والعلم في المجتمع.

وإذا كان لدى قاقيش وماضي من عشيرة في الأردن، فهما من اغنى الناس؛ نظرًا لما كوناه من رصيد معرفي وعلاقات حميمة مع الطلبة الذين منهم اليوم الوزراء والمدراء ورؤساء الجامعات، مع الحضور الراقي في التعامل معهم، وفي احترافهما التدريس والبحث والمعرفة مهنة ونهج حياة.

تقاعد سميح قاقيش مؤخراً لبلوغه السبعين، وخدم د. احمد ماضي نحو اربعة عقود واكثر في الجامعة التي التزم واحب، وكان لهما معها حكايات وقصص وأسفار من المودات، لقد كانا ايقونة، كلٌ في كليّته ومجتمعه المعرفي، وكانا ملاذاً لمن يقصدهما، إذ جسدا شخصية الأكاديمي المحترم المؤثر في مجتمعه، واحد اسهم في هندسة العمران وتطوره، وآخر اسهم في هندسة المجتمع وتطوير سؤال المعرفة وحضور الفلسفة.

صحيح أنه لا كمال عند الناس، وقد يجد هذا المقال تأويلا في غير معناه عند مجتمع الكراهية، في مدح عالمين متقاعدين، خدما جامعتهما ووطنهما، لكن المهم أن التكريم والاعتراف بالفضل أجمله هو الذي يأتي بلا مناسبة وبدون موعد، فقاقيش وماضي ممن يحيّون الجوار، ويكرمون الضيف، ويقدرون طلابهم، وهما من اكارم قومهما، فلهما كل المودّات وأسفار الحب والتقدير.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :