الأحزاب السياسية في الأردن
د.أسمهان ماجد الطاهر
31-08-2022 04:51 PM
تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني، عن تقوية الأحزاب السياسية في الأردن، وضرورة مشاركة الشباب في الأحزاب.
واستجابة لرؤية القائد تم في الأسبوع الماضي الحديث حول إشراك الجامعات بموضوع مشاركة الشباب الحزبية، في الاجتماع الذي عقد في الجامعة الأردنية.
لقد أكد رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية سمير الرفاعي، أنه لا عودة عن قرار إنشاء حكومات برلمانية قائمة على الأحزاب البرامجية.
وشجع الرفاعي أولياء أمور طلبة الجامعات بعدم محاسبة أو التعرض للطالب الحزبي من قبل أي أحد، داعيا خلال خلوة الجامعات، بضرورة دخول الشباب إلى الأحزاب السياسية، ومؤكدا على أهمية ألا لا تكون الجامعات محسوبة على أحزاب معينة ولكن يكون الجميع فيها تحت مظلة حرية الانضمام إلى أَيّ من الأحزاب السياسية وأن يكون الحوار هو اللغة الأساسية لأي عمل حزبي داخل الجامعة.
من الواضح أن المرحلة تحمل في طياتها تقوية الأحزاب السياسية في الأردن، وكمراقب وثيق للوضع السياسي المحلي في الأردن، لا بد من الإشارة إلى واقع الحال، والمتوقع أن يواجه العديد من الأحزاب السياسية.
بداية الأحزاب الجديدة عليها العمل بجهد لتمثيل آراء المواطنين العاديين بشكل أفضل، فالاستجابة لما يشغل المواطن العادي، وتحقق آماله وتطلعاته، في القضاء على أكبر مشكلتين وهما البطالة والفقر ضرورة وليس ترفا فكريا.
العديد من الأحزاب السياسية، الوليدة، عاصرت حالة قريبة من الأزمات المالية والاقتصادية.
وتعرف بأن المواطنين محبطون بشكل متزايد، وأكثر من أي وقت مضى.
وبالتالي ستعاني الأحزاب السياسية من تحدى في عملية استقطاب الأعضاء وخصوصا أن المجتمع ينظر إلى الأحزاب السياسية إلى حد كبير على أنها غير فعالة، وغير متصلة باحتياجاتهم.
يجب معالجة نقاط ضعف الأحزاب السياسية، والسماح بمواصلة تعزيز السبل لزيادة مشاركة المواطنين في العملية السياسية بجميع مناطق المملكة الأردنية.
لقد شهدت الاحزاب السياسية تضاؤلًا في العضوية وتردد الشباب في الانضمام، أو الارتباط بها. ولا أحد ينكر حقيقة أنه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ارتفع عدد المرشحين المستقلين، وأحزاب المصالح الخاصة.
معظم الأحزاب السياسية، القائمة شخصية للغاية، وبعيدة عن التواصل لكسب ثقة ودعم الجمهور.
ولا أحد يستطيع أن ينكر حقيقة أن الأحزاب السياسية في السنوات الاخيرة بالأردن إجمالا لم تستطع أن تكون في قلب مشاكل البلد الاقتصادية أو السياسية.
لقد غاب عن المشهد السياسي، في السنوات الأخيرة وجود أحزاب سياسية وسطية ديمقراطية قوية.
والسؤال الآن هل ستتمكن لأحزاب السياسية الجديدة بالفعل بعد تفويضها للعمل على التمثيل السياسي المقنع؟
وهل الأحزاب السياسية فِعْلِيًّا قادرة على استعادة مصداقيتها، وإقناع المواطنين على الإقبال والانضمام لها؟
وفي ظل واقع ينظر للأحزاب السياسية في الأردن على أنها لنخبة معينة ، هل سيشهد الأردن نقلة تضيء نجم الأحزاب؟
على الرغم من وفرة جماعات الدعوة إلى تأسيس الأحزاب إلا أن الاستجابة من قبل المواطنين ما زالت ضعيفة تحفها المخاوف والتردد، في ظل الجمود الحزبي الذي استمر للسنوات وفي ظروف اقتصادية قاسية، يتزايد بها البطالة والفقر، هل قيام الحكومة البرلمانية الحزبية سيكون قريبا! سؤالاً عالقًا على جبين المستقبل.
aataher@aut.edu.jo