بانتظار أُم نظّارة وتي شيرت
كامل النصيرات
31-08-2022 11:49 AM
عمون - يتنقل المواطن العربي من حد السيف إلى دائرة النار، ومن شوارع الموت إلى حوائط الانسداد، يتنقل وهو يحمل معه الأمل "الكاذب" بأن شيئاً ما سيحدث وأن "الفرج" سيكون في خبايا هذا الذي سيحدث فجأة ..!!
العربي لا ينتظر أن تمطر الدنيا ذهباً وفضة كما كان قبلاً، بل ينتظر أن يخبروه أن "عمّه" الذي لا يعلم عنه ولا يعرفه مات في البرازيل وأنه الوريث الوحيد له، العربي يصدق حكاية الأفلام العربية وهو يسير في الشوارع العربية بأن تقف سيارة آخر موديل وفجأة ينزل زجاج شباكها فإذا بها تحمل "مزّة" تلبس نظارات وتي شيرت بـ"قَبّة سبعة " ولكن السبعة تبالغ في عمق زاويتها المنفرجة، وفجأة تأمره المزّة بأن يركب السيارة، ودون أية كلمة يركب وتصبح هذه المزّة زوجته التي تدخله نادي "رجال الأعمال" !.
العربي ..نعم العربي، هو الوحيد الذي يفكر بأن الحل "غير عربي"، وأن كل أيامه ولياليه هي عبارة عن "تسليك حال" حتى يأتي "ذاك" ..وذاك ؛ ما هو إلا مجموعة من أحلام اليقظة، لذا فالعربي هو الوحيد الذي يهددك عندما يغضب منك: "لمّا أكبر بكرا وأصير سأذكرك بهذا الموقف ".. وهو لا يقصد ببكرا أي تفكير استراتيجي، بل يقصد "الثروة والسلطة" اللتان ستأتيان إليه وتترجيانه أن يقبلهما وهو يفكّ ألغاز الإمساك في الحمّام !..
إيه يا عربي.. يا ابن العربي، لست إلا سلعة في سوق الظلام، والسلعة قد تكون بثمن باهظ كاللمبرجيني (Lamborghini) وأخواتها ..وقد تكون حبّة علكة لا ينظر إليها أحد حتى عندما تسقط على الأرض وتدوسها الأقدام في زحام السوق .