ونحن نقلّب صفحات التّاريخ والمشاريع الوطنيّة، ونسلّط الضوء على النّجاحات المختلفة، تجاه النّور، ونكشف عن مكامن الإخفاق والضّعف ونلقي المسؤوليّة على الحكومات المتعاقبة المُتخاذلين منها، الذين لا يعرفون سوى طرقات المدن والأضاءة، وترافقهم بيروقراطيتهم المفرطة الموسومة على ربطات أعناقهم، كان القمح بوصلة القصّة، وحاجاتنا الأساسيّة مجتمعة برغيف الخبز، وكنّا نتحرّى عن مسؤول واحد، على الأقل، نلتمس بوجوده الصّدق، ويلامس الأهداف المرجوّة من وجود الحكومات للشعب، فأقلامنا تحمل رسائل إنتظار، بشكل دائم، لعلّها تأتي السّاعة المناسبة لكشف الغطاء الذي يريح أمالنا وطموحاتنا.

جاءت التّوجيهات الملكيّة بإعلان ٢٠٢١م عاماً لتحقيق الأمن الغذائيّ وأن يكون الأردن مركزاً إقليميّاً للأمن الغذائيّ ، فحمل معالي المهندس خالد الحنيفات هذه التّوجيهات السّاميّة على محمل الإصرار والجّديّة ،بترتيب المُخططات والدّراسات اللازمة ، وتوزيع الجّهود على كافّة المديريات التّابعة لوزارة الزّراعة على إمتداد الوطن ، مع الإستفادة الطبيعيّة والممكنة لكافة أطياف المجتمع الأردنيّ ، ذكوراً وإناثاً ، شباباً وإناثاً ، من خلال إيجاد المشاريع التي تخدم مِلف الزّراعة ، مع بناء ثقافة الإهتمام بمخزون الأرض ، وإيجاد الأرضيات المشتركة مع المزارعين ومن يعملون في قِطاع الأرض ، فكانت الوزارة تعمل بكافة الإتجاهات وتدرس الأفكار المجديّة لتحقيق المشروع ، بعناية ومتابعة حثيثة .

الإستراتيجيّة الوطنيّة للأمن الغذائيّ ، هي أول استراتيجيّة يتم إعدادها للأمن الغذائيّ في الأردن ، لضرورة توافر الأمن الغذائي عُقب الجّائحة العالميّة ، والحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة ، فيرافق بطبيعة الحال ضرورة وجود المخزون الإسترتايجيّ لمواجهة مثل هذه الظّروف .

بعد مرور عام من إعتبار ٢٠٢١م عاماً لتحقيق الأمن الغذائيّ ، وبحضور دولة رئيس الوزراء حفل إطلاق الإستراتيجيّة الوطنيّة للأمن الغذائيّ ٢٠٢١-٢٠٣٠م وخطّتها التّنفيذيّة .
وإعلان أن الأردنّ تمكن من توفير نسب إكتفاء عالية بسلع زراعيّة وغذائيّة ، وأن الأردن حقق مخزوناً إستراتيجياً من السّلع الأساسيّة على رأسها القمح والشّعير ، لفترات زمنيّة تعد الأعلى بين دول العالم والإقليم .

لنجد حينها أن هذا الوطن يستطيع إنجاز الصّعب مهما تكابلت الظّروف ، بتسليم الأمر إلى أهله ، بأماناتهم ، وبإدخال الشّعب حيّز العمل ، فتتوالي الإنجازات ، وتتغير عناوين الكُتب والمقالات .

رأيّ شخصيّ ، المسؤول الذي يستطيع النّجاح لثلاث مرّات بمراحل مختلفة ، هو الأقرب للوطن ، ويستحق كتابات الإشادة والثّناء ، وليس تمجيداً بل حقيقة يستحق كل سطور الكتب ، إنجازاً وتاريخاً ، ويقدّم إنموذجاً وطنيّاً عريقاً وأصيلاً .

حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.