الحل .. في النطق السامي للملك عبد الله الاول
أمل محي الدين الكردي
30-08-2022 01:48 PM
كانوا وما زالوا الهاشميين يضعون نصب أعينهم فلسطين ومقدساتها اؤلى اولياتهم، ولعلنا نستذكر كلمات جليلة سطرت تاريخاً لفلسطين وكانت أحاديث ذات شجون، ومنها كلمات الشيخ محمد رفعت تفاحة الحسيني وهو آخر نقباء الاشراف في نابلس قال: "إن مصيبة فلسطين من زعمائها ولو أن عرب فلسطين أوقفوا زعماءهم عند حدود الواجب الوطني لكانت بلادهم بخير من الله و وصلوا الى ما ينشدون من الغاية التي تهدف اليها البلاد الحية" .
وفي ذاك السياق نستذكر جواب الملك عبد الله الاول للعبرة والعظة حيث كان المغفور له في "غور الجفتلك" وقد توجه جلالته رداً على سؤال صحفي والمتضمن دخول العرب الحرب العظمى ضد الاتراك وحالة فلسطين قال: "إن والدي المغفور جلالة الملك حسين لم يدخل الحرب العظمى ضد الاتراك الا بعد ان اعتقد الحلفاء انهم داخلون البلاد لا محالة، واذا تم هذا فلا يكون حق عندئذ للامم العربية أن تطالب بتعهدات الدول الغربية، وعلى كل فقد نالت الحجاز واليمن وسوريا ولبنان والعراق وشرقي الاردن الاستقلال والحرية".
وسأقتبس النهاية من الكلمة لما بها من أثر عاطفي للمغفور اتجاه فلسطين قال:"أما فلسطين الشهيدة فقد وصلت الى ما وصلت اليه من بؤس وشقاء بسبب بعض قادتها وزعماءها وتضليل صحفها للرأي العام، واذا أُتيحت لي فرص السفر الى لندن فسيكون حديثي لرجالات الحكومة البريطانية هو ضمان استقلال فلسطين رغم وجود هذه الفئة من أهلها العاقين لوطنهم ودينهم"، وفي نهاية الخطاب تأثر جلالته المغفور له بإذن الله واغرورقت عيناه من الدمع وغادر مجلسه الى مكان فسيح ترويحاً للنفس.
وبعدما غادر جلالته الى نابلس وطولكرم وكان له خطاباً سامياً وسمي الخطاب في حينه النطق السامي لجلالته وسأقتبس بعض الكلمات من هذا الخطاب ومن نهاية الخطاب السامي حيث قال: "أملي مشرق في المستقبل، وهذا الاشراق نور مستمد على قدر ما تؤدونه من واجب الطاعة فلا تشعثوا الرأي علي، فإن قلت لكم سيروا الى اليمين سرتم واني لعامل في ما بقي من عمر لمصلحتكم وخيركم وخير العرب في مختلف اقطارهم، وارجو ان يبقيني الله لكم وان يبقيكم لي حتى نتعاون على العمل الصالح الذي فيه النجاة والمناعة ونعيش بهناء مسرورين غير مقهورين "، هذا نص من خطاب المغفور له جلالة الملك عبد الله الاول .
فلسطين هي جزء من جسد الأمة العربية، والبلاد العربية تحول بطرق مشروعة وغير مشروعة والتزامات سياسية وقانونية ومالية الى ارض محتلة من استعمار الى آخر وعندما شعروا وتمثل للأعين جهاراً تحركوا أبناءهم وابناء العرب الى انتشال هذه الارض المقدسة من براثن نفوذ الاستعمار بدمائهم وجماجمهم لعلمهم أن الوطن لا يبنى الا على جماجم أبنائه، لهذا ثار الوطن برجاله ونسائه وشيوخه وشبابه واطفاله وضحوا بكل مقومات الحياة منذ عهد الانتداب الى اليوم رغم بطش الحكومات وقوانينها في قتل الابرياء ومحاكمة عادلة وغير عادلة وهدم المنازل وزج العرب في السجون فكان نصيبهم التشريد وتسليم وطنهم المقدس الى اليهود الذين يستملكون الارض اليوم .
واننا اليوم نرتجي ان تسرع الدول العربية لاتخاذ خطوات اقتصادية واجتماعية وثقافية التي نعتقد انها ضرورية اكثر مما مضى لاتخاذ محور سياسي ينقذ ما يمكن انقاذه من اجل ابناء الشعب الفلسطيني وانهاء التشريد والقتل والسجون التي اصبحت ممتلئة حتى نتيح لهذه المنطقة من العالم الاستقرار والاتحاد والرقي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .
واننا نستذكر الملك عبد الله الثاني، كما كان جده المغفور له الملك عبد الله الاول من قبله والذي دفع ثمن اخلاصه ووفاءه شهيداً في القدس، نستذكر بكل محفل دولي او وطني اولوياته فلسطين وابناء فلسطين والمقدسات الاسلامية على ارض فلسطين، حمى الله جلالته وجعله الله ذخراً لنا .