شخصية الفرد بمظهره وتكوينه وصفاته الخلقية تلعب دورا كبيرا في حياة المجتمع واستقامته واحترامه لمنظومة القيم الأخلاقية النبيلة واحترام القوانين والأنظمة والسلوك القويم، والالتزام بالمبادىء والعادات والتقاليد الأصيلة بعيدا عن النزوات والترهات والانحرافات وعدم الاكتراث وعدم المبالاة.
الفرد عندنا فقد في الآونة الأخيرة الكثير من الصفات الطبيعية المحمودة التي فطر عليها وعمد إلى ممارسات وسلوكيات يرفضها المجتمع وترفضها الفطرة السليمة.
الصغير لم يعد يحترم الكبير، والكبير لم يعد يرحم الصغير، وفقدنا توقير الكبار والنساء والرفق بالأطفال، ولم نعط الطريق حقها، وساد التسكع في الزوايا والحانات وشرب الخمور وتناول المخدرات، وخرقنا حرمة المنازل واستخدمنا الألفاظ المعيبة والشتائم المقيتة وعقوق الوالدين، ولم يعد احد يأبه بما يوجهه له والديه وخرقنا حرمة الشوارع ولم نراع أخلاقيات قيادة السيارات، واعتدينا على القوانين والأنظمة والتعليمات واصبحنا مجتمعنا لا مباليا.
وازاء هذا الوضع وما آلت اليه الأمور أصبح من الضروري إعادة صياغة الفرد من جديد في التربية البيتية اولا وفي المدرسة، وثانيا في المجتمع، وثالثا ولا بد من تفعيل دور وسائل الإعلام والمساجد في إخراج جيل مبشر وواعد في الحفاظ على مكارم الأخلاق والتمسك بالقيم النبيلة والممارسات النجيبة وصون الذات وحفظها من الطيش والاختلال والانحراف.
وهذا العمل يحتاج إلى جهود خلاقة ومواظبة على التوجيه والإرشاد وتفعيل العقاب.