الطريق بين صويلح والبقعة هي جزء حيوي من اوتستراد دولي يصل العقبة وما بعد العقبة جنوبا، والحدود السورية وما بعد الحدود السورية شمالا.
هذا القسم من الاوتوستراد ما بين صويلح والبقعة هو أحد بؤر السير الخطيرة نظرا لكثافة الحركة المرورية أغلب ساعات النهار، وكذلك الطبيعة الجغرافية والطوبرغرافية للمكان بانحداره الشديد وانعطافاته (كورباته) خاصة عند منطقة "صافوط".
وتتضاعف الخطورة عشرات المرات بفعل الالتفافات (اليوتيرنات) التي تتخلل الطريق، حيث تتضمن المسافة بين صويلح والبقعة ثلاثة التفافات خطيرة لطالما كانت سببا في إزهاق عشرات الأرواح وجلب المآسي للأسر والعائلات.
ما من شخص يرتاد هذا الطريق ألا وقد سبق له أن كان شاهدا على حادث سير مروّع عند أحد هذه الالتفافات، أو على الاقل شاهدا على حادث مروّع أوشك أن يقع لولا ستر الله ولطفه.
الإصرار على التمسّك بالشكل التقليدي للالتفاف (يوتيرن) هو من أسباب استمرار الأزمة وتفاقمها.
الوضع على هذا الطريق وعند هذه الالتفافات استثنائي، لذا هو بحاجة إلى حلول استثنائية و"خارج الصندوق".
كمقترح من أجل حل هذه المشكلة بشكل جذري، والحفاظ على الأرواح والأموال، يمكن تطبيق فكرة "اليوتيرن المعلّق" عوضا عن اليوتيرن التقليدي.
الفكرة ببساطة هي إنشاء يوتيرن على شكل جسر، يبدأ من يمين الشارع، ولكن بدلا من أن يتجه هذا الجسر إلى الأمام أو يمينا أو يسارا كما في الجسور التقليدية، هو ببساطة يقوم بالالتفاف والعودة لينتهي عند أقصى يمين السايد المقابل.
إعداد التصاميم الهندسية لمثل هذا الجسر/ اليوتيرن المعلّق مسألة سهلة وبسيطة، ويمكن أن يكون (ستيل ستركتشر)، وكلفته المادية عموما لن تكون كبيرة، على الأقل إذا ما قورنت بالأرواح التي سينقذها والأموال التي سيحافظ عليها.
بل إن فكرة "اليوتيرن المعلّق" ستساهم في تحسين انسيابية وتدفق حركة المرور على الاوتوستراد، ويمكن تطبيق هذه الفكرة في أماكن أخرى وبؤر خطيرة أخرى، كما في حالة "الطريق الصحراوي" على سبيل المثال.
لا أدري ما إذا كانت فكرة "اليوتيرن المعلّق" مطبّقة في دول أخرى، ولكن حتى في حال كانت هذه الفكرة جديدة ومبتكرة فيمكن لأي جهة حكومية أو شركة هندسية أو شركة مقاولات وطنية أخذها والاستفادة منها مجانا، بل وتسجيلها "ملكية فكرية" باسمها إذا رغبت، طالما أن الفكرة في نهاية المطاف ستحقق نفعا عاما، وستسهم في إنقاذ الأرواح.