المرأة ليست عدوا ً للمرأة ولا يمكن أن تكون، وما يقال بعكس ذلك هو كلام غير دقيق ورأي فردي لا يعبر إلا عن تجربة شخصية فقط. أؤكد هذا وأنا على قناعة تامة أن المرأة هي الأقدر على تحريك الساكن من القضايا التي تخصها وهي المؤهلة على حمل أفكار بنات جنسها وعرض مشكلاتهن أكثر من غيرها في سبيل تحقيق العدالة الانسانية والمجتمعية.

مؤخرا أجرت الزميلة سمر حدادين تحقيقا صحفيا في «الرأي» حول أسباب تجيير المرأة لصوتها في الانتخابات لصالح مرشح الإجماع بحسب الاجماعات العشائرية والعائلية. طرحت الزميلة خلال التحقيق آراءً موضوعية دحضت مقولة « المرأة ضد المرأة» والتي تأتي غالبا لأسباب الموروث الثقافي والمجتمعي وليس خللا جينيا أو قرارا فطريا ً لدى النساء لعداوة بعضهن البعض وبينت أن التربية الذكورية تحد من دعم المرأة للمرأة في مجالات عديدة.. وهذا بحد ذاته ينطبق على ما يجري في الانتخابات النيابية حيث تربى المجتمع على نمط تقليدي تأنس فيه المرأة لفكرة تولي الرجل مواقع قيادية، إذ يعتبر قرار المرأة (غير محرر) وتابعا لقرار عائلي.

ويرى تحقيق سابق لمجلة نيوزويك بعنوان «الازدهار الوشيك» أن معظم النساء حرمن على مر التاريخ فرصة عادلة للمساهمة في الأبحاث والهندسة وادارة الأعمال والأعمال القيادية، وفيما يتغير ذلك سيتضاعف عدد الناس الذين يستغلون مقدراتهم العقلية لحل مشاكل العالم. أي أن مخزون الأفكار في العالم سيتضاعف بفضل تفعيل مساهمة النساء في مجالات الحياة .

المرأة قوة هائلة وسبب أكيد «للإزدهار الوشيك»، ولا يمكن لأسباب طبيعية مباشرة مرتبطة مثلا ً بالتكوين الجيني افتراض عداوة مسبقة بين المرأة والمرأة كي تحجب احداهن الدعم والمؤازرة عن الأخرى .

الإنسان لدعم الإنسان والمرأة لدعم المرأة وليست ضدها والرجل شريك أساسي في البناء وليس عدوا كما يريد تصويره البعض. .ان عدو المرأة الحقيقي هم أصحاب الروح السلبية الذين لا يسأمون خلق انطباعات عامة تصب بالتأكيد في غير مصلحة المجتمع وتعطل طاقات أفراده.

نمر بحالة تغيير نوعي حيال أداء المرأة إذ باتت تقتنع ذاتيا بأهمية دورها المباشر في ممارسة كافة حقوقها وواجباتها، والعمل الحقيقي الذي نقوم به اليوم سيزهر ويؤتي أكله ولو بعد جيل أو جيلين.

لا شيء ممكنا أن يعكّر تدفق العلاقات الإنسانية أكثر من مصادرة الوعي وزرع الخوف والرغبة في التقدم بين المرأة وحليفتها المرأة والهدف إبعادهما معا ًعن مركز الضوء والإنتاج .

الرأي