عام 1949، تحديدا في قاعدة إدوارد الجوية، حيث كان المهندس مورفي يعمل ضمن فريق في مشروع قياس مدى تحمّل الجسم البشري للتباطؤ المفاجئ للسرعة.... حيث مر من عند أحد الفنيين، الذي كان قد أخطأ في بعص التوصيلات الكهربائية فنهره قائلا:
- لو تركت أي احتمال لحدوث خطا فسوف يحدث.
وقد سمع هذه العبارة المسؤول عن المشروع، فسماها «قانون مورفي»، وبعد فترة تحدث الناطق الإعلامي باسم المشروع وقال، ما معناه أن سبب ارتفاع معدلات السلامة في المشروع هو تطبيق «قانون مورفي».
بعدها انتشرت هذه المقولة في العالم، وتعددت القوانين التي نسبت إلى مستر مورفي، وتسللت لها الطرافة، وأدخلوا عليها قوانين أخرى مشابهة بأسماء آخرين، مثل مبدا مكسيم الذي يقول:
-» المنطق هو الطريقة المنظمة للوصول بثقة إلى الاستنتاج الخاطئ»، وملاحظة بورقيه، التي تقول:
-» في نفس يوم احتفاظك بالقرش الأبيض، يقع اليوم الأسود».....
وهكذا.
نرجع لموضوعنا، ففي تاريخنا العربي، تركنا دوما الباب مفتوحا لجميع احتمالات حدوث الخطأ، عن سابق صميم ولاحق إصرار، وبدون أي إحساس بالذنب، أو وخز الضمير. وبتكرار دائم لذات الأخطاء، وذات الطرق التي تؤدي اليها.
لذلك كان تاريخنا مكتظا دوما بالصراعات التي تعيق التنمية والتقدم، لأننا ننهمك في محاولة إصلاح الأخطاء التي أوقعنا أنفسنا فيها، فنقع خلال ذلك الإصلاح في أخطاء أكبر عند محاولتنا التخلص من الأخطاء الأولى، وربما تكون هذه الطريقة، هي مساهمة منا في تحديث وتعديل قوانين مورفي.... الطريفة طبعا.
لا أنوي هنا استعراض خطايانا التاريخية، فلا حاجة لذلك، لأننا نكررها دوما، ونمنحها مظهرا عصريا جميلا، لا بل نحيطها ونزنرها بأضواء وألوان مبهرة من التبريرات التي تجعل نقدها من قبل البعض – منا-يعتبر جريمة بحق العروبة. وبعدها نتذمر قائلين: (صارت الخيانة وجهة نظر).. وهذه عبارة نطلقها في وجه كل من يخالفنا وجهة النظر.
تخيلوا..
لو اننا – وبشكل جاد-نقرر ان نطبق قانون مورفي الأول، وهو للتذكير (لو تركت أي احتمال لحدوث خطا فسوف يحدث).. أن نطبق ذلك في العملية التربوية مثلا، ونعلمه للأجيال القادمة، ثم ننقله إلى الدوائر الحكومية والمجمعات الصناعية والعلمية.
تخيلوا ان نطبق قانون مورفي في قراراتنا وفي طريقة التعامل مع الآخرين بشكل عام.... تخيلوا أن نرفع فرصة السلامة والأمان والخير في كل ما نفعله!
قلت، تخيلوا ...فقط.
(الدستور)