كم فرحنا ونحن نتابع تعادل منتخب الشباب لكرة القدم مع المنتخب الزامبي 1 / 1 في اولى مبارياته في بطولة نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في كندا، واعتقد ان الحكومة فرحت ايضا كونه انجازا وطنيا، واتضح ان الحكومة بشر مثلنا تفرح وتتنفس الصعداء كما نحن في المنعطفات الحرجة والمباريات الهامة.قبلنا جميعا بنتيجة تعادل نحن كمواطنين وبخلاف الرياضة وعلى جمع الاصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، الا ان الحكومة لم تقبل بها الا في المباريات وتحبذ الفوز على المواطن كنتيجة حتمية تستخدم لها جميع الادوات المتعارف عليها دوليا وشعبيا من ضرائب وقوانين وغلاء اسعار وارتفاع فواتير مستغلة بذلك وجودها على الملعب منفردة وفي بعض الاحيان يكون الحكم «مجلس البرلمان» يشجع الحكومة على الفوز بمنافستها مع المواطنين؟ لاسباب لا زلت اجهلها حتى اللحظة، هل لان النائب اصبح يعشق الفوز هو الاخر وبغض النظر عن منافسيه من حكوميين ومواطنين؟
استغرب ذلك علما بانني مؤمن بالمثل الذي يقول «ان من يسبح ضد التيار يصل الى البر» ولكنني مؤمن ايضا «بانه لا يوجد بطل في السباق بدون منافسين« الا ان الحكومة تحاول الحصول على لقب «البطل» الفائز وبدون اشتراك احد بالمنافسة، مما يعزل عنها شرعية الفوز «فمن غير المعقول ان يركض شخص وحيدا ويعلن بانه الفائز الاول بدون منافسين».
المواطن وبعد ان فقد الامل وبشكل صارخ بالفوز على هذه الحكومة اصبح كل ما يصبو اليه هو التعادل الذي تمنحه اياه الحكومة التي اعتادت على الفوز ولن ترضى بغيره نتيجة مهما بلغت الخسائر حيث تعتبرها من الغنائم بعد ان تكون قد اثقلت كاهل المواطن العايش بالديون والغلاء والكواء.
ماذا اعدت الحكومة للمباراة مع المواطن؟ كعادتها دوما قدمت وعودا بتوفير كميات وافرة من اللحوم ومن الطحين ومن البقول والحبوب، وكأنما تلك السلع مجانية في الوقت الذي يقوم فيه المواطن بالوقوف في طوابير المنتفعين من صندوق المعونة الوطنية بل والبعض الاخر رفعت عنه المعونة بعد ان اكتشفت وعلى حين غرة انه وريث بالتعادل».
المباراة جارية ولكن اصحاب الدخول المعدومة والمتردية لن يصلوا الى الملعب فهم مثقلون بفواتير واجندات ومنح ومعونات ومديونية حتى النخاع في العظم لمواطن ارهقته الحكومة اكثر مما ارهقه جوع اطفاله الذين وصل معهم حد التعادل بالمعاناة ولكنه حتما لم يصل مع الحكومة التي تعيش في برج عاجي لن يدخله اي من اعضاء الفريق المنافس فهو مصنوع خصيصا للحكوميين والقادرين والمتزلفين.
نعترف سلفا وقبل المباراة بالنتيجة وفي ظل هذه الاوضاع فهي محسومة لصالح الحكومة وباكثر من واحد وبدعم من بعض شركات التأمين والحديد وحصرا من شركة الاسمنت وبتمويل مباشر من احدى شركات الاتصالات الخلوية .. واعتقد ان المواطن سيصله دعم عاجل ومباشر من صندوق الافلاس الحكومي.


رئيس هيئة المحررين/صحيفة المواجهة