هل تعاني من الاكتئاب ؟ قبل أن تجيب لنستعرض أعراض الاكتئاب وبعدها يمكنك الإجابة.
بداية يعرّف علماء وأطباء النفس الإكتئاب بأنه اضطراب مزاجي يسبب شعورًا بالحزن وفقدان الاهتمام، يؤثر على شعورك وتفكيرك وسلوكك ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. وصعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد تشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
أما أعراض الإكتئاب فهي مشاعر الحزن، البكاء، يأس، احباط، نوبات غضب حتى من الأمور البسيطة فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو جميعها، انعزال عن الآخرين، اضطرابات النوم، الإرهاق والافتقار إلى الطاقة، فقد الشهية وفقدان الوزن، أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام، القلق، الشعور بانعدام القيمة أو بالذنب، لوم النفس، مشاكل في التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكّر الأشياء، أفكار متكررة أو مستمرة عن الموت، أو حتى عن الانتحار، مشاكل جسدية غير المبررة، مثل ألم الظهر أو الصداع، آلام العضلات والمعدة وغيرها الكثير.
بعد الاطلاع على الأعراض السابقة يمكنك الإجابة هل تعاني من الإكتئاب؟ المؤكد أنك تعاني من عرضين على أقل تقدير، ولكن لا داعي للقلق فلا زالت أمورك تحت السيطرة فقد يكون ما تعاني منه هو الإكتئاب البسيط، دراسات منظمة الصحة العالمية تقول أن واحد من كل أربعة أشخاص يعاني من أحد أنواع الإضطرابات النفسية خلال فترة من حياته، وبحسبة بسيطة فإن 2.5 مليون أردني عانوا أو سيعانون من الاضطرابات النفسية، واللافت وحسب منظمة الصحة العالمية أن 75% من المصابين لا يتلقون العلاج!
ليس بالضرورة أن تظهر علامات الإكتئاب على الشخص المكتئب وهنا يكمن الخطر فقد يكون اكتئاباً صامتاً لا يشعر به الآخرون
إذ لا يرغب الكثيرون ممن يعانون من الاكتئاب الاعتراف بذلك ، سواء لأنفسهم أو لغيرهم. على العكس فإنهم أحياناً يبالغون في إظهار شعورهم بالسعادة والمرح، اظهار حياة مثالية ناجحة ,علاقات اجتماعية عديدة , تقديم إجابات غامضة عندما يسألهم الآخرون عن أحوالهم, أو يلجأون للإنهماك الشديد في العمل ,بينما يعانون ويقاسون أعراض الاكتئاب وحدهم .
والاكتئاب أنواع وأكاد أجزم أن المعظم يعاني من الاكتئاب البسيط ولعله يبقى كذلك.
الأوضاع صعبة وضغوطات الحياة تزداد يوماً بعد يوم على كل المستويات ومن كل الاتجاهات ,إذا لم تهتم بنفسك لن يهتم بك أحد , لذلك احرص على القيام بما ينصحك به أطباء النفس تعلم كيفية مقاومة الضغط النفسي والتعامل الصحي معه، من خلال تحسين نمط الحياة العام، مثل تنظيم الأولويات، وممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس، التواصل مع الأشخاص الذين تحبهم وبناء علاقات جيدة مع الآخرين والتحدث عما يشغل البال ,ممارسة الرياضة ,الحصول على قدر كافي من النوم .
والمهم أن نتنبه لمن حولنا فكم من أشخاص بيننا يعانون بصمت ,حالات انتحار محزنة سمعنا بها, لو التفت من حولهم للاعراض والاشارات التي ظهرت عليهم ربما استطاعوا أن يدركوا أن الإكتئاب أصبح حاداً وقد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ولكان من الممكن مساعدتهم واحتواؤهم والتخفيف عنهم ,والأهم أن نرحم بعضنا من النقد والكلام الجارح وكما يقال : ((كل واحد الي فيه مكفيه)).