أبو غنيمة يكتب ل ِ ( عمـون ) قراءة موضوعية في قائمة حزب التيار الوطني
28-09-2010 04:57 PM
بعيدا عن القناعات الشخصية والخلفيات الحزبية ، وبكل موضوعية وحيادية ، فإن مراجعة متأنية لأسماء مرشحي قائمة حزب التيار الوطني ، مع تأكيد الإحترام لهم ، تقود إلى قناعة بأن القائمة لم تكن بحجم الضجيج الإعلامي الذي سبق إعلانها ...
أتوقف عند بعض الملاحظات على القائمة :
أولا : خلت القائمة من أسماء رموز الحزب وخاصة من وزراء ونواب سابقين ، وهذا مؤشر سلبي يوحي بأن ابتعادهم أو إبعادهم عن القائمة مردُّه عدم الوثوق بوجود فرص مؤكدة لفوزهم .
ثانيا : إن احتواء القائمة على أسماء نواب سابقين ليس بالضرورة مصدر قوَّة للقائمة ، بل قد يكون العكس هو الأصح ، فبعض هؤلاء لم يكن له حضور مقنع تحت القبة مما يُـقلـِّـص من فرص فوزهم ، وبعضهم فاز بالنيابة بعيدا عن القوائم الحزبية معتمدا على ثقل تصويتي عشائري أو عائلي ، ونزوله الآن في قائمة حزبية قد يُخسره أصواتا عشائرية أو عائلية لصالح مرشحين آخرين من العشيرة أو العائلة ، وبعضهم حامت حولهم شبهات الوصول إلى المجلس الخامس عشر المنحل بتزوير أصبح أمرا متفقا عليه بين الشعب والحكومة ، وهؤلاء قد يعاقبهم الناخبون بإسقاطهم .
ثالثا : تحتوي القائمة على أسماء العديد من المرشحين الذين جرَّبوا حظهم مرَّة أو أكثر من مرَّة في انتخابات سابقة وفشلوا فيها ، وليس من الحكمة والفطنة تجريب المُـجرَّب لأن المُـجرَّب لا يُـجرَّب كما يقول مثلنا .
رابعا : وددت لو أن معالي المهندس عبد الهادي المجالي تواضع قليلا فلم يتنبأ بفوز 70 % من مرشحي قائمته وترك ذلك لما بعد ظهور نتائج الإنتخابات ، فقد سبق لمعاليه أن وقع في نفس الغلطة عندما اندمجت ثمانية أحزاب وسطية في الحزب الوطني الدستوري تحت زعامته وخاض إنتخابات 1997 م بقائمة أعلن معاليه أنها ستكتسح الإنتخابات وضمَّت عشرة مرشحين ومرشحة واحدة هم السيدة دعد التميمي والمهندس عبد الهادي المجالي والصيدلاني عبد الرؤوف الروابده وطلال الرمحي والمهندس محمد خير الكيلاني و الدكتور فرح الربضي وهشام الشراري والدكتور راتب السعود وجمال حديثه الخريشة ومحمد عوده النجادات والمحامي جمال معلواني ، ثمَّ انجلى غبار الإنتخابات عن مفاجأة لم يكن يتوقعها أشد المتشائمين ، فقد مُنيت قائمة الوطني الدستوري بنكسة أذهلت الساحة السياسية وزلزلتها حيث لم ينجح منها في عبور بوابة البرلمان إلا اثنان كان أحدهما الأمين العام للحزب المهندس عبد الهادي المجالي ، وثانيهما الدكتور الصيدلاني عبد الرؤوف الروابده ، بينما طوت أمواج الانتخابات العاتية التسعة مرشحين الآخرين وابتلعتهم قبل أن يصلوا إلى القبة النيابية في العبدلي .
على قاعدة : " الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية " ، ومن موقع الإحترام ، وبدالـَّـة أن معاليه وأشقاءه كانوا من تلاميذ والدي عندما كان مديرا لمدرسة الكرك ، أنصح معاليه أن يترك موضوع نتائج الإنتخابات إلى ما بعد الإنتخابات ، هذا إذا جرت الإنتخابات أصلا .