الوزارات الأردنية بين الصراع والتنافس
حاتم القرعان
27-08-2022 06:57 PM
الوزارات في هذا الوطن، تحت المجهر، كونها تخضع بطبيعة الحال وبشكل رسمي إلى تقييم دوريّ ، وتقارير شبه شهريّة ومؤشّرات للآداء تُرفع لجلالة الملك ، وتلقى العناية والاهتمام الملكيّ ، وتحمل هذه التقارير إنجازات ومشاريع الوزارة في فترة زمنيّة محدّدة ، قد يصاحب ذلك ضخ التّمويل للاستفادة من هذه المشاريع وتنميتها ، وهذا يثبت أن الوزارات تحت المراقبة الفعليّة ، في حين أن بعض الوزارات قد لا تجد النّجاحات لتضمين هذه الحلقة الضّروريّة واللازمة.
الشّعب الأردنيّ بموقعه ، يتابع هذه الوزارات عن كثب ، ويعلم أهميّة نجاحها وقراراتها المؤثّرة في شكل عيشه وكرامته ، فيترك رسائله المُختلفة من خلال التّعبير عبر مواقع التّواصل الإجتماعيّ ، واللقاءات التفاعليّة ، أفراداً ، وجماعات ، متحدّثاً عن الوزارات المختلفة والوزراء المعنيين ، وفي ذلك إكمال للنصف الأخر من التّقييم من وجهة نظر الشّعب ، الذي يطمح نجاح الوزارات في مِلفها لينعم المجتمع والأفراد بجملة من التغييرات والتقدّم الملحوظ على أرض الواقع ، وإستغلال الإمكانات المتوفّرة ، وتحقيق التّنميّة والإستثمار الحقيقيّ في القطاعات ، فهذه الوزارات مرهونة الوقت ، فلا حاجة لجولة وزاريّة أخرى ، لتحقيق نجاح المِلف الواحد الخاص بها ، سيما بعد أخذها الثّقة الفرصة بالثّقة الملكيّة السّامية .
صراع وتنافس ، بين الكفاءة وحكم المكاتب ، منها من يسخّر ذكاءه وجهده ، ومنها من يستغل منصبه ظلماً وباطلاً ، هذا حديث الشارع السّياسيّ ، على مفترق الحق والباطل ، ويميّز الشّعب بواقع خبرته وتعامله عبر السّنين السّالفة مع الحكومات ، ويفرّق بين المسؤول الذي ينجز المهمّة بإقتدار ممن يزيد جراح الوطن عبثاً وتهكّماً بالمواقع ، يأتي بعدها دور الإعلام الحقيقي ، لحمل الرّسالات المختلفة والحقائق المتعلّقة بالحكومات ، وكشف الخفايا والتّقصير ، وإيضاح الأمور ، للحفاظ على فكرة الوطن والمجتمع ، والدفاع بكل ما اوتيّ من قوّة عن الأردن وكلمته .
حاولت قبل أشهر قليلة ، البحث في مفهوم جسور الثّقة بين الحكومة والشّعب ، وكتبت أكثر من مقالاً معنوناً عن ذلك ، وبعد التّعمق بالأمر أكثر وجدت أن هذه العلاقة " معدومة " إلى حدٍ ما ، بسبب فقد الثّقة بالحكومات المتعاقبة ، فكنت أحمل فكرة حينها ، أن نركّز على أحد الوزارات التي نلتمس مكانتها ونجاحها الحقيقيّ ، في حكومة الدولة الأردنيّة ٢٠٢٠م ، لبناء نوع من التّرابط والثّقة بين الشّعب الأردنيّ وحكومته ، فجاءت فكرة الكتاب " فرسان وقادة " الذي صدر مؤخراً ، وتحدّث الكتاب عن معالي المهندس خالد الحنيفات إنموذجاً في القيادة والنّجاح ، وتضمّن الكتاب مشاريع وزارة الزّراعة وآليات تقييمها وعملها ، وما أنجزته الوزارة بقيادة معالي الحنيفات ، وزارة الزّراعة تضرب مثالاً حقيقيّاً للنجاح ، وتسعى دائماً لخدمة الوطن من خلال الإستغلال الأنسب لقطاع الزّراعة والإستفادة من كافّة الإمكانات , حتّى قطرة الماء ، وتتجه نحو الأمن الغذائي ، وتوفّر المشاريع ، وتساعد النساء والشّباب للحد من مشكلتي الفقر والبطالة وتقدّم القروض الزراعيّة وتمكين المرأة في الأرياف ، من هنا أتت الفكرة لهذا الكتاب ، بوجود أحد المسؤولين يتبنى كافة التّطلعات والرّوى ، لتحقيق ما أمكن .
بذات الوقت نرى الكثير من الوزارات تلحق فساداً عارماً ، رغم وجود الوثائق التي تثبت وجود المشكلات بين أيديهم ، فلا يأبهون بذلك ، فيصبح التّرهل الإداري داخل الوزارات مشروعاً ، وتختفي الخدمات ، ويزداد العجز ، رغم الملايين في أرصدة الوزارات ويكلّفون الدّولة المزيد بسوء إداراتهم ، أين الوزير حينها ؟
أما علموا ، لم يتبقّ للرحيل سوى سويعات !
"لا يليق بالعلاقات المسمومة إلا البتر،
مجاملة الأفاعي جريمة" للفيلسوف والكاتب الرّوسي دوستويفسكي.
بعض المسؤولين بعد رحيلهم يكتب عنهم التاريخ ، والبعض ترافقه لعنة التاريخ ، وهذا الوطن بريئاً مما يفعل الفسادون .
أما عن أهم المشاريع الوطنيّة من تحديث المنظومة السّياسيّة والتحّديثات الإقتصاديّة والإجتماعيّة ، وفهم حالة الإنتقال لحياة الوطن الحزبيّة وما واجهته الأحزاب سابقاً ، فكلّ ذلك يعتبر مشاريعاً طويلة الأجل ويحتاج الإجتهاد والتّخطيط المحكم للقادم ، فنأمل الضّخ بشرايين الحكومة بدماء شباب الأردن المُخلصين ، والإستفادة بذات الوقت من بعض المواقع الفاعلة ، لعلنا نجد حكومة بطاقمها الوزاري تجوب المدن والأرياف وتعلم قضيتهم وتطلق قراراتها من الميدان .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.