الاستثمار في الطفيلة يتعطل لغياب التنسيق
د. صبري ربيحات
25-08-2022 02:48 PM
الازمة الحقيقية في الاردن ليست نقص الموارد ولا غياب الأفكار والنوايا لدى بعض من ينظرون في مشاكل وتحديات التنمية بل بمستوى الحس بالمسؤولية وقلة الخبرة والغياب الكلي للتنسيق بين بعض الجهات الموكل لها النهوض بالمسؤولية..
الطفيلة التي ترزخ تحت ضغوط البطالة ويشكو أهلها من انعدام فرص العمل انتظرت المدينة الصناعية بفارغ الصبر وبقي أهلها والمسؤولين من ابنائها يؤشرون على المدينة ويرجئون طلبات المتعطلين عن العمل لحين اكتمال المدينة ووضعها على خارطة التصنيع في اكثر اقاليم الاردن عناية بالتعدين والإنتاج للمعادن والخدمات التي تمثل جل صادراتنا.
بكل اسف وحزن وبالرغم من حسن النوايا والتجاوب الذي ابدته الحكومة ورئيسها مع مطالب الاهالي في منح المستثمرين حوافز استثنائية تشجعهم على الاستثمار إلا أن فرحة الأهالي بوعود الحكومة لم تكتمل لاسباب تضع العقل في الكف وتبعث على الشفقة على ما آلت اليه احوالنا..
الازمة التي تواجه المدينة الصناعية اليوم ليست في ان المستثمرين لا يقبلون على الاستثمار فيها بل لان الحكومة التي اعلنت عن حوافز كبيرة لمن يستثمر في الطفيلة لا تملك آلية تنفيذية لهذه السياسات ولا يوجد تنسيق بين الاطراف المعنية بالتنفيذ وما من احد قادر على اجابة المستثمر عن جدية ما قالته الحكومة او قادر على اعطاء المستثمر الضمانات بأنه سيحصل على الامتيازات التي وعدوا بها.
على قائمة الانتظار هناك اليوم خمسة مشروعات تبحث عن من سيضمن لهم الحصول على تسعيرة الطاقة التي منحتها لهم السياسات او يشرح لهم الآلية التي ستتبع في انفاذ السياسة دون جدوى فالاجابات التي تقدم لهم من الادارات الميدانية لا تتطابق مع المصرح به للإعلام الأمر الذي يضعف ثقتهم ويحبط رغباتهم في السير قدما باتجاه شراء الخاتم ومعدات ونقل استثماراتهم الى المكان.
بالاضافة لذلك وعدت الحكومة من يستثمر في المدينة الحصول على تسهيلات عمالية كالمساهمة في الضمان الاجتماعي والاجور لمدة خمس سنوات قبل ان تصرح الوزارة المعنية بأن ذلك غير ممكن كون برنامج اعفاءاتهم وتسهيلاتهم لا يمتد لأكثر من عام واحد.
ما بين حانا ومانا. وحديث السرايا وأفعال القرايا يتندر أهالي الطفيلة ويستغرب الكثير منهم ويتساءل فيما اذا كان ما يقوله بعض المسؤولين عن الاستثمار حقيقي ام انه في سياق الاسترضاء وابراء الذمة والاسترسال في اعتبار القول بديلا كافيا عن الفعل ترجمة لمقولة "لاقيني ولا تغديني"
حتى هذه العبارة فقدت بريقها ومعناها ودلالاتها لدى الطفايلة الذين لم يعودوا يكترثوا الى كل المقابلات التي تحمل وعودا يصعب البناء عليها او الاعتقاد بان ما قيل فيها سيرى النور.
من المحزن ان نرى المدينة الصناعية التي دفعت على إنجازها الخزينة سبعة عشر مليون دينار تتعثر على مدرج الإقلاع لأسباب كان من الممكن تلافيها بقليل من التنسيق والتشاركية.
واخيرا رحم الله الشاعر حبيب الزيودي الذي قال "هذه بلدنا ما نخون عهودها... وحدودها ما تترسم فوق الورق..ع قلوبنا حنا رسمنا حدودها"..