facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما أسهلَ القتل


علي الزعتري
25-08-2022 01:03 PM

عنوانٌ يمكننا قراءتهُ وصفاً لما يحدث هذه الأيام و يمكنُ أن يكون سؤالاً.

لا يكاد يمر يوم علينا من دون جريمةِ قتل. صباح اليوم قُتِلت امرأةً بمشاجرةٍ بحجرٍ أصابها في الرأس. أمس قتلَ رجلٌ امرأةً هي زوجته التي أشبعها ضربا قبل ذلك طعناً بمستشفى. و قبلها قُتلتْ امرأةٌ طعناً ببيتها و القاتلُ هو زوجها. لا أستطيع عَدَّ الجرائم و لكن الملاحظة هي أن المرأة ضحيةٌ حاضرة. لا تقتصر الجريمة علي المرأة بالطبع. إنما المُلاحظ هو سهولتها في حالةِ المرأة. قرأتُ خبراً عن امرأةٍ نجت باللجوء لحماية الأُسرة بعد أن كسرَ زوجها المتعاطي عظامها. لو لم تلجأ للحماية لربما قتلها و لربما سيقتلها انتقاماً عندما تتاح له الفرصة. و وصلَ القتلُ للمحاكم فهناك من قتلَ طليقته و زوجته الشاكية علي باب المحكمة. كم هو سَهْلٌ القتل.

و لماذا هو سهلٌ؟ مئاتٌ من الأسباب تذكرها القضايا و الكتب و البحوث. و لكل جريمةٍ سبب. و كما كتبتُ سابقاً قد لا تكون جريمة القتل انتشرت هذا القرن أكثر من القرن الماضي و لكن وسائل النشر تطورت فصرنا نعلمُ بالجريمة بعد حدوثها بدقائق. لن تتوقف الجريمة طالما بقي بشرٌ علي الأرض. لكن الله تعالى قال في مُحْكَمِ التنزيل " و لكم في القصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب".

الحكم بالإعدام ينتظرُ طويلاً بعد صدورهِ للتنفيذ. هناك أسبابٌ لها علاقة بإجراءات الإعدام نفسها و أُخرى لها علاقةٌ بالانتظار فربما يحصلُ عفوٌ ما أو يظهرَ دليلٌ ما أو تنتفي الحاجة من الإعدام لمرض المذنب أو وفاتهِ. و أيضاً لأن الحكمَ بالإعدام باتَ انتهاكاً لدى البعض لحقوق الإنسان. أو لانتفاء وجود وسيلة إعدامٍ "رحيمة". مراقبوا حقوق الإنسان اتفقوا أن الشنق حتى الموت ليس رحيماً و لا قطع الرأس؛ فابتكرت الحكومات التب لا تزال تعدم المجرمين الكرسي الكهربائي و الموتَ بحقنِ مادةٍ سُمِّيةً. و للعسكريين الرميُ بالرصاص. ليسَ سهلاً و لا بسيطاً علي القاضي و من يُنفذ حكم الإعدام أن يحكمَ به أو ينفذهُ. إنهُ أمرٌ جَللٌ عند العاقل، لكنهُ القصاص العادل.

نحنُ ممن لا نحملُ الاختصاص و المعرفة نندفع عند سماعنا تواتر القتل فنطلب العقاب بالإعدام بل و التشهير به في ساحةٍ عامة. الطلبُ هذا يأتي من الرغبةِ بتبريد غليل النفس و الأمل باقناع القاتل المحتمل أن يخاف فلا يقتل. و الحقيقة أن الإعدام لم يردع ظهور جريمة القتل في أيٍّ من المجتمعات. بل إن أجزاءً من الحل قد تكمنُ في التمعن بالأسباب وهي لا تعدو أن تكونَ ذات طبيعةً معيشيةٍ اقتصاديةٍ و اجتماعية. و لو جاز أن أقترح فسيكون الاقتراح بدراسة و تدريس علم الجريمة و مسبباتها و انخراطٍ بحثيٍّ علميٍّ لتحليل السبب و الحلول الممكنة. لن تختفي الجريمة و لكن قد لا نراها منتشرةٍ بهذا الشكل، مع بقاء القصاص سيفاً مُسلطاً، لأن في القصاص حياة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :