في أحدث دراسة طبية رسمية أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ، ونشرت على موقع (بترا نت ) تبين ان نسبة ضعف السمع بين الأردنيين تفوق مثيلاتها في الدول المتقدمة بخمسة أضعاف...... يا للهول،،.
= الحكومة تتحدث ولا يسمع الناس،،.
= الناس يتحدثون ولا تسمع الحكومة .هكذا يعم الحوار الإيجابي والسلام والوئام بين الناس والحكومات .
يتحدثون حول الموضوع لكأنه كارثة ينبغي معالجة آثارها تمهيدا لإجتثاثها. في الواقع فهذه نعمة وأي نعمة ، فمن الأفضل لنا ان لا نسمع ... حتى لا نجهش الضحك ، فتظن الحكومات إننا نضحك عليها ، فتجرمنا وتفرمنا على عادة الحكومات في كل زمان ومكان ، أما ما دمنا نتحدث ، فالحكومة تعتقد أننا نسمع لكننا نحاور ، لأنها لا تعرف أننا نعاني من ضعف السمع ...مثلها تماما. اعتقد ان بيننا من لم يسمع بنكسة حزيران حتى الآن ، والحكومة لم تسمع بعد بانخفاض أسعار البترول ، حيث وصل النوع الذي نستعمله إلى حوالي الخمسين دولارا للمطربان. وبما ان سمعنا سكر خفيف ، فأن الموت دهسا ودعسا صار يعتبر موتا طبيعيا وقضاء وقدرا لأننا لا نسمع صوت الزوامير والهوامير القادمة من كل اتجاه. وبما ان سمع الحكومات سكر خفيف أيضا ، فإن بإمكان المواطن يقول كلمة الحق من غير ان يخشى شيئا ، فلن يسمعها أحد. كما ان من ميزات ضعف السمع أننا نستطيع تفهم الفرق بين أقوال الحكومات وممارسها ، فإما إننا لم نسمعها صح ، أو إننا لم نفهمها صح ... والحق علينا طبعا.
يقال بأن مغتربا أردنيا عاد إلى الوطن بعد غيبة طويلة ، ولم يكن يعاني من ضعف السمع مثلنا ، لذلك ، وبعد عدة مراجعات للدوائر الرسمية صار يسأل ويبحث عن طبيب (أذن وعيون) لكنه لم يجد ..إذ هناك طبيب انف وأذن وحنجرة وطبيب عيون ، لكن لا يوجد اختصاص واحد يجمع بين الأذن والعين. ولما سألوه عن سبب هذا البحث قال لهم ان مرضه لا يمكن ان يحله سوى طبيب أذن وعيون ، فسألوه عن أعراض مرضه ، فقال: - منذ عدت إلى البلد وأنا أعاني من ان ما اسمعه عكس ما أراه تماما،، يتحدثون عن مكافحة الفساد وأراه يتفشى بسرعة اكبر ،، يتحدثون حول مكافحة الفقر فأراهم يكافحون فقرهم عن طريق سرقة ما تبقى في جيوب الفقراء،، يقترضون من البنك الدولي ويصرفون المصاري على فخفخاتهم ويسددونها من جيوب الفقراء. وقال الرجل ، ، وقال وقال..لكن،، لم يسمعه أحد طبعا،،.
yghishan@maktoob.com