يحتل مطار رامون الاسرائيلي هذه الايام عناوين الصحف والمقالات والحوارات العربية، خصوصا تلك التي تُعنى بالقضية الفلسطينية، فذلك المعبر الجويّ والذي تأمل الحكومة الاسرائيلية أن يكون المحطة الاولى للمسافر الفلسطيني كحلٍ سياسي واقتصادي في آن واحد بعد أن تدهورت عوائده المادية، قد يكون طعنة في الخاصرة الاردنية والتي احتضنت المسافر الفلسطيني لعقود، ليصبح المسافر الفلسطيني ضمن التخمينات وتقديرات الارباح لأغلب شركات الطيران والسياحة الاردنية.
وبعيدا عن كيل الاتهامات، هل حقّا يحتاج الفلسطيني للسفر عبر هذا المطار؟.
في الحقيقة وبعد قراءة مئات التعليقات المنتشرة عبر فضاء وسائل التواصل الاجتماعي، من الممكن أن تكون الاجراءات عبر المعبر الاردني أصبحت بحاجة للتطوير والتحديث، فالأخوة الفلسطينيين يشكون من طول فترات الانتظار وعدم ليونة اجراءات السفر، ما يحتاج منا كطرفٍ أردني لاعادة التجديد والتطوير، فالفلسطيني المحبّ لأرضه مستعد لدفع التكاليف كافّة والسفر والانتظار على أن يفيد اسرائيل ولو بقرشٍ واحد، لذلك يجب علينا اعادة النظر والتطوير والتحديث لتسهيل هذه التفاصيل على المسافر الفلسطينيّ.
ولكن ماذا عن تلك الفئة التي ستهرول إلى المطار حتى وإن فرشت الاردن معبرها بالحرير؟.
تلك الفئة يجب أن ترضى بتمييع القضية ولا تتاجر بها ليلا نهارا، فللأسف في أروقة القضية الفلسطينية من يلعبون على كل الاوتار، من يشتمون دول الخليج ليلا نهارا للتعامل مع اسرائيل وفي ذات الوقت ينبطحون لتركيا معتبرين تطبيعها دهاءً سياسيّا، فبأي منطق يتحدّثون؟ .
علينا أن نعي وندرك أن الانتصار في القضية الفلسطينيّة يبدأ بالاتحاد، ثم بالعقل والمنطق والحِكمة، وبنبذ التطرف والفرقة، والتكاتف في سبيل الحق، لا بالتلوّن والتصيّد.
فالفلسطينيّ الذي يعي جيّدا ما قدمته وتقدمه وستقدمه الاردن خدمةً له لن يسعى أن يضرها في سبيل خدمة ونفع من يضرّونه، فما علينا نحن في الاردن إلّا التطوير والتحديث، فبعيدا عن اشكالية هذا المطار علينا دائما السعي للتجديد والتحديث واختصار الوقت والتكلفة في كل مناحي الحياة، فكيف إن كان هذا المنحى خطيرا وله تداعيات سياسية وأمنية.
الاردن ليس بالتأكيد ضد راحة المسافر الفلسطينيّ، أي أنه لن يمانع مطلقاً اقامة مطار فلسطينيّ خالص يسافر عبره الفلسطينيّ بكل راحة ويُسرْ، لكنّه كما يقوم المنطق بالتأكيد ضد أن يكال له الاتهامات للتعامل مع الجوار في الوقت الذي ينفّع به المتهمّون تلك الدولة و لو بقرش واحد، فللحق وجه واحد .