في لقاءاتي مع الشباب من خلال برامج وطروحات المؤتمر الوطني للشباب، تبنيت طرحا للشباب عنوانه "تكوين مجموعات الضغط الشبابيه" استنبطته من التوجيه الملكي السامي للشباب أن "يا شباب انتوا اضغطوا من تحت وانا بضغط من فوق"، و وجدت في هذا التوجيه الملكي للشباب من النصح ما يكفي لشحذ الهمم من جلالة الملك ليأخذ الشباب بزمام المبادرة وليكونوا شركاء في احداث التغيير نحو الافضل في الحياة العامة وان هذه الرؤية السامية لجلالة الملك انما تشكل خارطة الطريق امام الشباب في بناء الحاضر وصناعة المستقبل والمشاركة الفاعلة في مسيرتنا الوطنية.

وعلى الشباب ان يترجموا هذا العزم الملكي الى عزائم شبابية تمتلك الارادة واجادة العمل والتنظيم لصفوفها في مجاميع تكون بمثابة قوى ضاغطة ولها اثرها في بناء المجتمعات في الالوية والمحافظات .

وحملت تلك النظرية طرحا تضمن بأنه عندما تكون تلك المجاميع منظمة في اطر فكرية حزبية او اجتماعية او تطوعية وتتواجد في ميادين الوطن وساحاته وتعمل على همة رجل واحد عندها، تستطيع ان تؤثر في الرأي العام وتساهم في نهج الاصلاح والرقابة والتقييم وتنمية المجتمعات وتفعيلها وتطوير مشاركتها في كل المشاريع التي تلبي متطلبات نهضتها وتنميتها ورتطويرها .

عندما يكون الشباب اصحاب ارادة ومنطق وطني مسؤول سيكونوا قادرين على تحقيق المسائلة الراشدة بحاكمية ونقد بناء في مجتمعاتهم لانهم يراقبوا التقصير ويشافهوا المقصرين ويتواصلوا مع كبار المسؤولين لايصال رأيهم الذي يعبر عن اولويات وهموم مجتمعاتهم .

هل لنا ان نتصور تكوين مجموعة شبابية ضاغطة في لواء عي بالكرك او لواء المزار الشمالي ماذا يمكنها ان تفعل ؟، اعتقد ان بوسعها ان تفعل الكثير !.

ديمقراطيا.. ستناقش تلك الجماعات كل المرشحين للانتخابات التي تمثل المجتمعات وتحدد رأيها الشبابي بناء على قناعات حول طروحات المرشحين، وكذلك ستعمل على مساءلة من يمثل تلك المجتمعات في ميادين التمثيل الديمقراطية عن اي تقصير قد يقع، كما انه بوسع تلك المجموعات الشبابية ان توجه النقد لأي مؤسسة مقصرة في خدماتها سواء مؤسسة صحية او تربوية وغيرها ، واجتماعيا سيكون بوسع تلك المجموعات الشبابية الضاغطة ان تساهم في اجتثات الظواهر السلبية والتعاون مع المؤسسات الرسمية في مواجهتها كالمخدرات والعنف واطلاق العيارات النارية، اضافة الى دور تلك الجماعات في تقديم العون الانساني وان تكون درعا للدفاع الاجتماعي التوعوي التنموي .

"جماعات الضغط الشبابية" طريق للشباب للتأثير الايجابي في الحياة والرأي العام ومشاركة عملية في الاصلاح والتطوير الاجتماعي والسياسي والتنموي .

وكل ذلك لا يتأتى الا اذا امتلك الشباب ارادة العمل والبناء وان يتقدموا بانفسهم كقوى بارزة في احداث التغيير بمنطق وفكر وطرح حكيم .

شبابنا بادروا للأخذ بمسؤولياتكم تجاه انفسكم ووطنكم ومجتمعاتكم التي تنتظر عطائكم بارادة وهمة لا تلين ، فنهوضكم نهضة وطن.. شبابنا الناهض.